تصاعدت وتيرة المعارك، السبت، بين القوات السعودية ومسلحي جماعة "الحوثي"، على الشريط الحدودي بين المملكة واليمن، فيما أعلن الحوثيون، مساء اليوم ذاته، عن فتح جبهات داخل الأراضي السعودية.
وقالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، في خبر عاجل على شريطها الإخباري، إن مقاتلي الجماعة "شنوا عملية هجومية على مركز جبل (العالي) في قطاع الداير بمنطقة جازان (جنوبي السعودية)".
وأشار الحوثيون إلى أنهم قصفوا بالمدفعية تجمعات جنود سعوديين في جازان، كما تمكنوا من "قتل 3 جنود منهم في منطقتي عسير وجازان".
ويأتي الإعلان بعد يوم من هجوم كبير شنّه على جبل آخر في المنطقة ذاتها، قالت وسائل إعلام سعودية إنه تم إفشاله، وقَتل عشرات المسلحين الحوثيين.
وفي المقابل، شنّت مقاتلات التحالف العربي، السبت، سلسلة غارات على مواقع الحوثيين عند المناطق الحدودية اليمنية بمحافظة صعدة (شمالا).
وقالت وكالة "سبأ" الحوثية، إن التحالف شن 10 غارات على مواقع متفرقة بمديرية "شدا"، و5 غارات على مديرية "الظاهرية"، وغارتين على مديرية "رازح"، وغارتين على معسكر "كهلان".
ولم تشر الوكالة إلى وقوع خسائر بشرية جراء الغارات، واكتفت بالحديث عن "أضرار بالغة في المنازل والممتلكات".
ووفقا للوكالة، فقد شهد الشريط الحدودي تبادل قصف مدفعي أيضا، حيث قصفت المدفعية السعودية مواقع في منطقتي "آل الشيخ" و"البقعة" في مديرية منبه.
ويشهد الشريط الحدودي بين البلدين، منذ أيام، تصعيدا عسكريا كبيرا.
ويعدّ الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية أكثر جبهات الحرب استنزافا، وفيما يتكتم الحوثيون عن قتلاهم، وصل عدد قتلى الجيش السعودي في الشريط الحدودي مع اليمن، منذ العاشر من مايو/ أيار الماضي، إلى 43 جنديا، وفق إحصاء للأناضول، نقلا عن مصادر سعودية رسمية.
ومنذ 26 آذار/مارس 2015، تدور حرب في اليمن بين القوات الحكومية، مدعومة بتحالف عربي تقوده الجارة السعودية، من جهة، ومسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، المتهمين بتلقي دعم عسكري إيراني، من جهة أخرى، والذين يسيطرون بقوة السلاح على محافظات، بينها صنعاء منذ 21 أيلول/ سبتمبر 2014.
وتسببت هذه الحرب في تردي الأوضاع الإنسانية، وأودت بحياة أكثر من عشرة آلاف يمني، أغلبهم مدنيون، وأصابت ما يزيد على أربعين ألفا بجروح، وشردت قرابة 3 ملايين في الداخل (من أصل 27.4 مليون نسمة)، وفق منظمة الأمم المتحدة.