فاجأ تقدمه الكثيرين، فهو غير معروف تماما للعالم الخارجي. وعلى الرغم من أن الكثير من
الإيرانيين لا يدركون فعلا من هو، إلا أن هذا المرشح المحافظ للانتخابات الإيرانية الرئاسية يعد رجلا قويا في إيران.
ويعتقد أنه يجري إعداده ليكون أحد أبرز المرشحين لخلافة
المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.
ولديه علاقات وثيقة بفاعلين رئيسين في إيران، بدءا من خامنئي، وصولا إلى إمبراطورية
الحرس الثوري.
وكان بالكاد قد بلغ مرحلة الرشد عند حدوث الثورة الإسلامية في 1979، لكنه تدرج بسرعة في المواقع الرسمية، وأصبح واحدا من بين أربعة قضاة شرعيين يقفون خلف الإعدامات الجماعية لليساريين والمعارضين في الثمانينيات.
إبراهيم
رئيسي المولود في مشهد، عام 1960 في أسرة متدينة، بدأ دراسته الابتدائية في "الحوزة العلمية" في مشهد، وبعد أن أتم مرحلة المقدمات توجه إلى مدينة قم ليواصل دراسته في الفقه في مدرسة حقاني.
واصل أيضا دراسته الأكاديمية الجامعية في جامعة "الشهيد مطهري"، ونال شهادة الدكتوراه في فرع الفقه والحقوق.
وأصبح في عام 1980 المدعي العام لمدينة كرج غرب طهران، وبعد خمس سنوات، تولى منصب نائب المدعي العام في هران.
وفي عام 1989، تولى منصب نائب المدعي العام في طهران حتى عام 1994 ليقفز فيما بعد إلى موقع المدعي العام بطهران، كما أنه شغل منصب نائب رئيس السلطة القضائية، من عام 2004 وحتى عام 2014.
وهو عضو كذلك في الهيئة الرئاسية في مجلس خبراء القيادة في إيران.
وفي عام 2015، أصبح رئيسي سادن "الروضة الرضوية " بقرار من خامنئي نفسه، التي تعد أغنى جمعية خيرية في العالم الإسلامي، وتتكفل بإدارة أهم المزارات الدينية في إيران، وهو ضريح الإمام الرضا الذي يزوره كل عام نحو 30 مليون شيعي.
وتملك المؤسسة الدينية العملاقة، التي تتبع ذراعها الاقتصادية 36 شركة ومعهدا مدرجا في قائمة على موقعها الإلكتروني، مناجم ومصانع نسيج ومصنعا للأدوية، وشركة نفط وغاز كبرى.
وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن دبلوماسي إيراني كبير فإن رئيسي قبل الثورة الإيرانية "كان ضمن أولئك الذين يقودون وقف منظمة آستان قدس رضوي، القريبين للغاية من رئيس الدولة ومن القيادة العليا للبلاد".
وجعلت علاقات رئيسي بـ"الحرس الثوري"، ووكالات الاستخبارات، ودائرة خامنئي المقربة، بما في ذلك ابنه مُجتَبى، الأوفر حظا ليكون المرشد الأعلى المقبل.
وقال مراقبون إن خامنئي بارك ترشيح رئيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة،ولأول مرة في إيران، تمكن رئيسي من الفوز في الانتخابات التمهيدية التي تُنظم داخل المعسكر المحافظ، بأكبر عدد من الأصوات.
وتفوق رئيسي على عمدة طهران، محمد باقر قاليباف، الذي خسر سابقا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وقال رئيسي في بيان إعلان نيته الترشح للانتخابات الرئاسية التي تجري في أيار/ مايو 2017، إن الخطوة الأولى لحل المشكلات الاقتصادية الإيرانية هي تغيير القيادة، وطالب الناخبين بأن يدعموا حكومة تتسم "بالكفاءة والمعرفة" تحت قيادته.
واستفاد رئيسي من انتقاد التيار المحافظ لسجل الرئيس حسن
روحاني، وقال إن روحاني "يراهن بشدة على التقارب مع الأعداء ولم يفعل شيئا يذكر في الداخل لتحسين الاقتصاد".
وقال رئيسي: "مشكلاتنا لن يحلها الأمريكيون والغربيون، فهم لم يحلوا مشكلة واحدة لأي بلد، ولم يجلبوا شيئا سوى الشقاء للدول الأخرى".
إبراهيم رئيسي هاجم منذ البداية السجل الاقتصادي للرئيس الإيراني الحالي وفريقه، فخلال بيان نشره على موقعه الرسمي، أقر بأنه على أهبة الاستعداد للتعامل مع مشاكل بلاده.
وقال: "لا يمكننا مجابهة المشاكل التي تواجه البلاد؛ مثل الركود، والبطالة، والعقبات التي تعرقل عمل الشركات الإيرانية، إلا من خلال إحداث تغيير جوهري في قلب النظام".
ومن المرجح أن يساهم ترشح رئيسي في توحيد صفوف معسكر المحافظين الذي شهد العديد من الانقسامات، بعد فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد بين عامي 2005 و2013، التي اتسمت بانتشار القمع والعنف كما أدت إلى حدوث كارثة اقتصادية في البلاد.
ولا تبدو طريق رئيسي على رئاسة الجمهورية معبدة، فهو سينافس الرئيس الإصلاحي الإيراني حسن روحاني، الذي يرشح من قبل كثيرين لخلافة خامنئي.
لكن في جميع الأحوال، فقد بات رئيسي رجلا معروفا الآن للعالم الخارجي، وأيضا للطامحين والطامعين في منصب المرشد الأعلى للجمهورية.