ظهرت مفاجآت جديدة قبل أقل من شهر على بدء انتخابات الرئاسة
الإيرانية، في حين تعد فرص الرئيس المنتهية ولايته حسن
روحاني للفوز بولاية ثانية كبيرة.
وبحسب دبلوماسية غربية نقلت عنها وكالات أنباء، فإنها عندما كانت تنظر إلى برقيات سفارتها قبل أسابيع من اقتراع 2013، لم يكن أحد يتوقع فوز حسن روحاني.
وكان روحاني المعتدل، فاز بالانتخابات في الدورة الأولى، بعد انسحاب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف، وتعبئة الأحزاب المعتدلة والإصلاحية لصالحه.
وخلال ولايته الأولى، خفف قليلا من القيود الاجتماعية والثقافية، وحاول تطبيع العلاقات مع الغرب بالاتفاق المبرم في 2015 حول الملف النووي. ويبدو أنه اليوم في موقع جيد للفوز بولاية رئاسية ثانية.
اقرأ أيضا: من هو إبراهيم رئيسي الذي يريد التربع على عرش إيران؟
لكن روحاني يواجه مرشحين محافظين نافذين هما رجل الدين إبراهيم
رئيسي المدعوم من مؤسسة المرشد والحرس الثوري، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف.
ويتساءل الإيرانيون عن ما إذا كانت الانتخابات ستفضي مجددا إلى نتيجة غير متوقعة.
مفاجآت عديدة
حملت الانتخابات السابقة في إيران مفاجآت، وتفاجأ النظام المحافظ في 1997 بالفوز الساحق للإصلاحي محمد خاتمي أمام المرشح المحافظ علي أكبر ناطق نوري.
وقال المؤرخ مايكل اكسوورثي، وهو مؤلف كتب عدة عن إيران، إن "السياسيين الإيرانيين لا يقيمون دائما الرأي العام، وأحيانا يفاجأون بخياراته".
وفي 2005، أثار انتخاب المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد مفاجأة، بسبب عدم توقع فوزه على أكبر هاشمي رفسنجاني الذي اضطلع باستمرار بدور أساسي منذ الثورة الإسلامية في 1979.
وكانت الصدمة أكبر في 2009، مع إعادة انتخاب أحمدي نجاد، في حين أن الناخبين الإصلاحيين في المدن كانوا ضده، ما أثار تظاهرات واتهامات بالتزوير.
وقال الأستاذ الإيراني في جامعة "فيرجينيا تيك" في الولايات المتحدة، جواد صالحي أفسهاني: "لم يكتب الكثير عن إيران. يتم التحدث كثيرا عن الحرس الثوري والعلاقات مع الولايات المتحدة، لكننا نعرف القليل عن ما يحصل في المدن الصغيرة، وأهمية أحمدي نجاد بالنسبة إلى أشخاص عاديين".
ورغم النظرة المريبة والساخرة للكثير من الإيرانيين إلى القضايا السياسية، إلا أن هذه المفاجآت غيرت اتجاه البلاد.
وانتخب روحاني بغالبية نحو 51 في المئة، ولو لم يفز، لما كان تم التوصل إلى الاتفاق النووي.
وقال إكسوورثي: "كل شيء يتم بشكل متوقع داخل النظام، لكن كل أربع سنوات هناك انفجار للديمقراطية".
ويزيد غياب استطلاعات الرأي من صعوبة التوقعات.
وأضاف المؤرخ: "يستند المراقبون الأجانب عموما إلى ما يسمعونه في الأحياء (الغنية الميالة إلى الغرب) في شمال طهران، ولا يلتفتون بتاتا إلى ما يحصل في باقي البلاد".
وهذه المرة أيضا، تظهر التكهنات بكثرة في الإعلام، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا: روحاني.. عودة "ملغومة" لكرسي الرئاسة في إيران (بورتريه)
ويؤكد البعض أن رئيسي في موقع جيد ليخلف يوما المرشد الأعلى علي خامنئي، وسيتم التركيز على عدم مواجهته وضعا محرجا.
ويرى آخرون أنه سيتخلى عن السباق في اللحظة الأخيرة لصالح رئيس بلدية طهران.
وقال غيرهم إن هدف السلطات هو التعبئة الانتخابية الكبيرة، لتجنب إعطاء صورة سيئة عن البلاد، لكن، بغض النظر عن التكهنات، فإن روحاني في موقع جيد، لأن جميع الرؤساء الإيرانيين حكموا لولايتين منذ بداية الثمانينيات.