هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
من غير الممكن إنكار الدور الذي لعبه الإعلام في التقلبات السياسية التي شهدتها تونس والمنطقة العربية عموما، وربما كانت منظومات التواصل الجماهيري (تلفزيون، إنترنت، فيسبوك وتويتر) الأكثر تأثيرا في صناعة الرأي العام وتغيير المزاج الجماهيري وقولبته على النحو الذي يسعى إليه مستخدمي هذه الأجهزة..
أفضت نتائج الانتخابات التونسية إلى تحديد القوتين الرئيسيتين في المشهد السياسي ونعني بهما حركة النهضة وقوى نظام بن علي وبغض النظر عن عدد المقاعد التي حصل عليها كل طرف فإنها عبرت عن مزاج الناخبين في لحظة تاريخية ما وهو ما يمكن تلمسه في جملة من الاستنتاجات العامة..
عندما اندلع الحراك الثوري في تونس (17 ديسمبر 2010) كانت مقرات الحزب الحاكم حينها "التجمع الدستوري الديمقراطي" هدفا للمتظاهرين حيث تم إحراقها وتخريبها بالتوازي مع مراكز الشرطة في تعبير صريح عن شعور جماهير الناس بأن النظام القائم يرتكز في حكمه على أداتين، إحداهما قمعية صلبة تمثلت في القوى الأمنية..
بعد نجاح الثورة التونسية في الإطاحة بنظام الاستبداد ومنذ حصولها على الاعتراف القانوني (آذار2011)، مارست حركة النهضة قدرا كبيرا من البراغماتية السياسية وحاولت التحرر من ضغط الايديولوجيا والخروج من منطق الجماعة المغلقة الى صورة الحزب السياسي المنفتح.
بعد أكثر من ثلاث سنوات من انطلاق الحراك الثوري العربي من تونس بدأت محاولات إعادة إنتاج أنظمة الاستبداد تأخذ منحى أكثر خطورة وأشد وضوحا خاصة بعد حصول الانقلاب العسكري في مصر ونجاحه مؤقتا في وأد التجربة الديمقراطية الناشئة هناك، وقد أخذت الثورة المضادة منحدرا خطيرا عندما اجتمع فلول الأنظمة السابقة..