هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حاولت ندوة في لندن عُقدت الأحد؛ البحث في خيارات المستقبل لمواجهة النظام العسكري في مصر، مع مرور ست سنوات على مظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013
تصادف الذكرى السادسة لـ"30 يونيو"، لتؤكد أن ما جرى كان خسارة كبيرة لمصر وللديمقراطية الحقيقة، بحسب ما أقر به عدد من السياسيين والنشطاء الذين شاركوا في هذا اليوم..
غاب الكثير من رموز مظاهرات 30 حزيران/ يونيو، التي اندلعت قبل ست سنوات في 2013 ضد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، عن الاحتفال بذكراها السادسة، التي انضوت تحت مسمى "جبهة الإنقاذ" و"حركة تمرد".
انتظرت الطلة الإعلامية لخالد يوسف، لأعرف أيما يتكلم: المخرج؟ أم النائب؟ أم المثقف القومي الناصري؟ أم الإنسان؟
هذه القراءات البسيطة، اللطيفة، الخفيفة على القلب، أسهل في الفهم، والوصول، والتصديق، بلا تعقيد، بلا وجع راس، لكنها توجع القلب والراس وأعضاء أخرى أكثر أهمية، حين نخطو إلى المستقبل ونحن ننتظر ثورة جديدة تأتينا من وراء صدفة غيبية جديدة، وربك كريم...
شكل هذا الاستقطاب ميدانا خطيرا نقلت فيه هذه النخبة حالة الاستقطاب تلك إلى حالة فرقة مقيمة بين فئات المجتمع المختلفة وبين أطياف الجماهير المتنوعة، فأحدث ذلك شرخا كبيرا داخل المجتمع استهانت به النخبة في بداية أمرها..
الإخوان مطالبون قطعاً بالاعتذار عن أخطائهم في حق الثورة، وهي مثل زبد البحر، بيد أن القوم عليهم وضع الطين فوق الرؤوس، كما كان يفعل المصريون القدماء إعرابا عن الحزن، وتكفيراً عن الذنب!
بمناسبة مرور خمس سنوات على انقلاب السيسي، شاعت حالة من حالات جلد الذات، بين صفوف مناهضي الانقلاب ومعارضي السيسي؛ أظنها هي الهدية الأثمن التي تلقاها في أكثر لحظات انقلابه خيبة وفشل.
?ألقى رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي كلمة بمناسبة ذكرى ما سماه "ثورة" الثلاثين من حزيران/ يونيو؛ ذكر فيها أن مصر نجحت في مواجهة ثلاثة تحديات رئيسية شهدتها البلاد منذ عام 2011، وهي غياب الأمن والاستقرار السياسي، وانتشار الإرهاب والعنف المسلح، وانهيار الاقتصاد
بدأ المجلس العسكري يخطط للانقلاب منذ تلك الليلة بينما الثوار سكارى في نشوة الانتصار!
لقد دخل الجنرال في إبريق ضيق ولن يستطيع الخروج منه حيا أو سليما، وكلما همّ قوم، حتى من بين رفاقه، بمحاولة مساعدته وإخراجه بدون آثار جانبية، وجدوا أنفسهم تحت طائلة الاتهامات بالعمالة والتخوين ومحاولة الانقلاب
هل كان المغفلون يعتقدون أن السيسي، وقد طالبوه بالتدخل، سيعزل الرئيس المنتخب ويختار أحداً منهم؟!
لعب الإعلام دور "الساحر" في فترة ما بعد ثورة 25 يناير وحتى انقلاب 3 يوليو، ونجح في قلب ظهر المجن لقوى الثورة المدنية والإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، بحسب مراقبين.
وحلّت ذكرى الثلاثين من حزيران/ يونيو مرة أخرى، يقول البعض: "ثورة الثلاثين من يونيو"، ويقول آخرون "سهرة تلاتين سونيا"، ويقول فريق ثالث: "تظاهرات سلمية أدت في النهاية إلى انقلاب عسكري، بسبب فشل جميع النخب السياسية في توحيد طريقة التعامل مع الدولة العميقة بالطريقة التي أسقطت مبارك"..
شبه مفتي الديار المصرية السابق، علي جمعة، ما أطلق عليها "ثورة 30 يونيو"، وهو التجمع الذي حصل قبل الانقلاب المصري بثلاثة أيام، بأنها من أيام الله.
باتت ذكرى 30 حزيران/ يونيو عنوانا، ليس للانقلاب على حكم مدني منتخب للمرة الأولى في مصر فحسب، بل لانقلاب آخر على آخر عهد للمصريين بالأسعار المعقولة، وبالحياة الحزبية، وبالحريات السياسية، وبالأمل في تداول السلطة، والتغيير..