هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الأمر الطبيعي أن تمارس الشعوب حياتها الديمقراطية في ظل السيادة والاستقلال، وليس تحت حراب الاحتلال والاستيطان وسيطرة قوة استعمارية. والأمر غير الطبيعي أن تمارس سلطة تحت الاحتلال ممارسته ضد شعبها..
هذا الدرس كان حاضراً في تجربة الثورة الفلسطينية المعاصرة عموماً، ولم يتحوّل إلى سياسة، بالرغم من بعض الاختراقات التي تم تلافيها بأسرع ما يمكن
العصيان المدني بوجه هذه السلطة جزء أساسي من تعريتها بشكل سلمي وحضاري؛ يبتعد به الفلسطيني عن المواجهة المسلحة أو العنف الدموي مع شقيقه حتى لو كان مارقا، فحقن الدم الفلسطيني واجب، وعدم تشميت الغاصب بنا ضرورة توازي الحاجة الملحة لفضح العملاء والخونة والوقوف بوجههم
هل كان اغتيال نزار بنات حدثاً شاذاً في سلوك السلطة الفلسطينية، أم إنه يعبر عن طبيعة هذه السلطة منذ اللحظة الأولى لتأسيسها؟
تنسيق إسرائيل معها بالسماح لها بالدخول لمناطق "C" (ج) لاغتيال بنات يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن التنسيق الأمني متبادل ويسير باتجاهين، وأن أمن السلطة من أمن إسرائيل والعكس صحيح بالضرورة..
جربت المؤسسة الصهيونية كل الوسائل والأساليب، والمتوجة بإنشاء سلطة فلسطينية تقوم عقيدتها الأمنية تحت رعاية أمنية أمريكية إسرائيلية؛ على التنسيق مع الشاباك (أو شين بيت) الإسرائيلي لتطويع العقل الفلسطيني عند حدود القبول بما هو قائم والتعايش معه..
على الرغم من النصوص التي أُقرت والتي تعتبر أن حرية التعبير مصانة ولا يجوز انتهاكها وأنها مكفولة ولا يجوز المساس بها، إلا أننا اليوم نجد انتهاكا صارخا من قبل بلطجية سلطة فتح في الضفة الغربية،، ويمارسون العنف المتعمد بحق المتظاهرين السلميين بغرض مصادرة حقهم في التعبير عن رأيهم وتعميق القبضة الأمنية
"نزار بنات" ليس محزباً سياسياً، هو مُحزبٌ مع الوطن، ضد تجار الوطن وضد قتلة شرفاء الوطن، وسخّر حياته لفضح ممارسات السلطة التي لم تترك مجالاً لأحد أن يدافع عنها، لأن الدفاع عنها جريمة إنسانية، فلا يُعقل أن يُدافع محامٍ عاقل عن خائن ومجرم
قُتل نزار بنات في مدينة الخليل، وسأل كثيرٌ عن تفسير وحشية جهاز أمن منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الكوميدي والتراجيدي الوحيد والسعيد للشعب الفلسطيني الممنوع من الانتخابات
يجب أن تتحمل الفصائل الفلسطينية وخصوصا حركة حماس مسؤوليتها تجاه نزع الشرعية عن هذه السلطة، ورفض أي حوار مع حركة فتح تحت سقف أوسلو. الحوار الفلسطيني يجب أن ينطلق من أساس وطني للاتفاق على وسائل مقاومة الاحتلال، وليس على طريقة إراحة "إسرئيل" من مسؤوليتها ومنحها احتلالا ثمنه صفر سياسيا واقتصاديا وأمنيا
تحدثت كاتبة إسرائيلية بارزة، عن قمع السلطة الفلسطينية في رام الله للمتظاهرين المنددين باغتيال الناشط الفلسطيني البارز نزار بنات، الخميس الماضي، وتوقفت عند الأسباب التي جعلت السلطة في رام الله لا تعبأ كثيرا بكسرها ودهسها للحريات..
لم يعد في وسع السلطة، كما في السابق، استخدام آلياتها الإدارية والمالية والإعلامية (التي استنفدت) إلى جانب قمع أجهزتها الأمنية لبسط نفوذها على الضفة الغربية. فلم يتبقَ لدى السلطة اليوم غير أجهزتها القمعية، كما اتضح من تعاملها مع التظاهرات..
عن عقدة "فتح" من جديد.. ألم يحن وقت التغيير؟
لم يعجز جيش سلطة أوسلو عن تحقيق الحماية للشعب الفلسطيني من اعتداءات الجيش الإسرائيلي المتواصلة فحسب، بل أصبح أيضا يشارك في قمع الشعب الفلسطيني والتآمر عليه وقتله..
ثقتي أن استشهاد نزار بنات سيكون له ما بعده من تراكم لحالة وعي لدى الكل الفلسطيني؛ بأن هذه العصابة تشكل كارثة وطنية وأخلاقية، وأن تحرير الأرض والمقدسات سيسبقه عملية تطهير. ونحن أحوج ما نكون إلى ان يكون هذا التطهير قريبا وقريبا جدا.
انتقد نزار بنات ارتماء السلطة في أحضان المحتلين، وأيد المقاومة التي تدافع عن أرضنا وحقوقنا وكرامتنا، وعرَّض بالفساد المستشري، ورفض الانحراف الحاصل في المسار الوطني والذي حاد بالقضية الفلسطينية عن دربها القويم