في خرطوم اليوم سبعة، وفي رواية أخرى تسعة جيوش (قطاع خاص)، ولكل واحد منها كوادر من الجنرالات واللواءات والعمداء والنقباء والرواد والملازمين وغيرها من الرتب...
يوافق يوم 17 أيار (مايو) التاسع والعشرين من رمضان الجاريين الذكرى الثانية للمجزرة البشعة التي ارتكبها عسكريون سودانيون بحق شباب كان قد فرغ للتو من الاحتفال بليلة القدر، ثم هجعوا خلال اعتصامهم في خيام منصوبة في الساحة الأمامية للقيادة العامة للقوات المسلحة، في سياق الثورة الشعبية..
أريد أن أستذكر معكم اليوم حكاية جميلة، ربما قرأ بعضكم طرفا منها، وقد سبق لي التطرق إليها عرضا في مقال قديم، وتتعلق بالسيدة الأمريكية لاز كويفاس التي شب حريق في بيتها، واستطاعت الهرب باثنين من أطفالها من الحريق..
هذا زمان يحسب فيه كثير من المسلمين أنهم يقومون "بالواجب وزيادة" لأنهم يرددون آناء الليل وأطراف النهار: بسم الله / الحمد لله / استغفر الله / ما شاء الله، ثم، وهم لا يدرون، يشركون بالله أناسا أبعد ما يكونون عن الله، فيعدونهم قادرين على تغيير مجرى الأقدار..
على علاتها وعللها الكثيرة فقد ظلت المجتمعات العربية، وعلى مدى قرون طوال تنعم بدرجة عالية من التراحم والتكافل والتماسك خاصة في البوادي والأرياف، وبذلك ظلت أمراض العصر من سرطانات وعلل القلب والأوعية الدموية قليلة الحدوث فيها، (حتى فيروس الكورونا يتفادى الحلول في البوادي والأرياف)..
الجنرالات الذين تسللوا إلى دهاليز السلطة في السودان باتوا يدركون أنهم بلا سند شعبي، ولهذا لم تواتِ أيّاً منهم الجرأة لمخاطبة "الجماهير" في أي شأن عام، بل أنشأوا كتيبة إلكترونية مهمتها رصد كل ما يكتب عنهم في الوسائط الإلكترونية، ومقاضاة كل من "يتطاول" عليهم..
لحين من الدهر درجت بعض القنوات على الاستعانة بالممثلات والمطربات لتقديم فقرات دينية خلال رمضان، على ما في ذلك من استخفاف بجمهور المشاهدين، لأن فيه افتراضا بأنهم لن يتابعوا أي درس ديني ما لم تكن فيه حوافز "سمع وشوف"..
من الخير للإنسان العربي وعافيته النفسية، ألّا يقارن حاله بأهل بلدان ينعمون بالحرية والطعام والأمان، فيظل يشقى من المهد إلى اللحد، بل أن يسعى إلى تغيير واقع الحال في بلاده تدريجيا، وأن لا يلطم الخدود ويشق الجيوب بحسبان أن ثورات الربيع العربي "فشلت"، بل أن يستوعب دروس "الفشل"..
كانت دعاء صبية في الخامسة عشرة، تعيش في كنف عائلة ممتدة في درعا جنوب غرب سوريا عندما انفجرت المدينة في وجه حكم بشار الأسد، وشهدت كيف سحل عسكر النظام المتظاهرين ومارسوا شتى صنوف البطش والعسف بحق سكان المدينة..
التربية العسكرية الحقة تنص على الابتعاد عن الأضواء والعمل في صمت، ولكن العسكري المخضرم الذي يجد نفسه في دائرة الضوء سرعان ما يغتر ويصبح عاشقا للمايكروفون والكاميرا، وهكذا صار عسكر مجلس السيادة السوداني يتغولون على اختصاصات الحكومة..
حلَّ هاري وميغان ضيفين على مقدمة البرامج الحوارية الأمريكية البارعة أوبرا وينفري في ذلك الأحد، وفتحا ملفات ظلا ساكتين عنها لسنوات، تتعلق بالمعاملة الفظة التي لقيتها ميغان بعد زواجها بهاري من العاملين في القصور الملكية ومن صحافة (التابلويد) البريطانية الصفراء..
عاش جيلنا حينا طويلا من الدهر وهو يسيء الظن بالغرب عموما ويعتبره مصدر الشرور، وأعترف أنه ما زال بي الكثير من سوء الظن بالغرب (وهذا أمر عجيب لأنه لم يعد هناك "شرق" له حضور مواز أو مضاد للغرب في عالمنا الراهن)..
كل نقلة في حياة أوباما بعد أن حدد خياره ومساره السياسي استغرقت أعواما من التفكير والتحضير والنقاش وتبادل الآراء مع أهل الثقة من المعارف والأصحاب، ومع هذا تعرض الرجل لنكسات وإخفاقات، ولكنه كان يستجمع شتات عزيمته ويستأنف المسير لتحقيق الهدف المنشود..
على مدى ستين سنة هي عمر بروز الولايات المتحدة في الساحة الدولية، كانت قارات إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية مسارح لوحشية الأمريكان، فجاء ترامب وفتح القمم فخرج الغوغائيون وسادوا في الشوارع..
ما من شخص استخدم الأنترنت إلا وكان ضحية غواية الإبحار بلا بوصلة في بحار تلك الشبكة، متنقلا ـ وإن شئت قل مترنحا ـ من موقع إلى آخر حتى ليكاد ينسى غايته الأساسية من تصفح "النت"، ثم جاءت الهواتف الذكية وصار مستخدموها متعبدين في محراب واتساب أو تلغرام أو فايبر أو آيمو..
التشكيك في أهلية النساء للمناصب الدستورية والتنفيذية العليا راسخ عند معظم الشعوب، ولهذا كان التهليل والتهويل الأمريكي لفوز كمالا هاريس بمنصب نائب الرئيس الأمريكي، مع أنه لا يختلف كثيرا عن منصب زوج ملكة بريطانيا أي "كمالة عدد"..