الأحداث الدولية المتشابكة، والمصالح المعقدة تستدعي من الشعوب العربية أن تخرج من دائرة المحلية، وتنتفض لتصير انتفاضة عربية موحدة تحطم كافة الأسوار التي وضعها الاستعمار وحرص على بقائها، لتفرض واقعا جديدا سوف يجبر العالم على احترامه وتقديره ووضعه في الحسبان
ليس أمام تلك الشعوب إلا أن تتعلم وتتقن الدرس، وأجدها في الطريق لتقدم تجربة مكتملة، وثورة ممتدة حتى تحقق كل شروطها، بعدما فشلت الثورة المضادة في تحقيق ما كانت تصبو إليه، وتقف على مشارف إعلان الهزيمة المنكرة
إن شعب مصر لم يمت كما يحسب البعض، وليس غبيا كما يحسب النظام، وليس صامتا كما يتهمه الكثيرون.. إنه شعب استطاع أن يستخدم أساليب تستخدمها الأنظمة القوية بأجهزتها المخابراتية والعلمية الضخمة في توجيه رسائله للنظام الذي لم يفهمها بعد.
على غير المتوقع، فقد ظهر بعض هؤلاء الزعماء في حالة انكسار بعد تغيير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجيته وخطابه تجاه إيران، رغم الابتزاز المفتوح للمملكة السعودية وقادتها، مقابل حماية الملك سلمان وولي عهده
إن كل مساحة تتركها المعارضة دون أن تثبت ولاءها لمصالح الشعب سوف يملؤها الشعب بنفسه، فارضا شروطه الخاصة. وعلى من يريد أن يلحق به أن يكون تابعا لا قائدا. ويبقي السؤال الأهم: من يشعل فتيل الثورة بعد تحريك الماء الراكد؟ فمن يفعل، هو وحده من يستحق القيادة
العالم الذي تحركه مصالحه اليوم للتحالف مع حاكم خائن، أو مع عميل قاتل، سوف تحركه نفس المصالح للتخلي عنه، وتجاوزه، وربما التخلص منه بطرق هم أعلم الناس بها، حتى يتخطوا غضبة الشعوب التي نقرأ إرهاصاتها كل يوم في شوارع مصر وأحيائها
يصبح لزاما على المملكة أن تختار بين مصيرين، إما الصمت وتمرير جريمة مقتل خاشقجي لتصير المملكة نهبة لعالم متعطش للمال والنفط، أو استبداله وتقديمه للعدالة والخلاص من المصير الأسود لها. إن حالة العناد الشديد التي ينتهجها ولي العهد السعودي ووالده الملك سلمان؛ سوف تعود على المملكة بمصير مجهول
في حالة من الترقب العالمي لخطاب الرئيس التركي أردوغان الثلاثاء، انتظر العالم تفاصيل أكثر مما يعرفها الجميع عبر التسريبات التي سبقت الخطاب بأيام، ولرفع سقف التوقعات التي وضعها الجميع من الخطاب الرئاسي، فلم ينتبه المتابعون لخطورة ما ذكره الرئيس التركي خلال خطابه المقتضب
نجح خاشقجي كصحفي وإعلامي وكإنسان في تبليغ العالم رسالة أن يحذر من هذا الذي يدعي الحداثة، بينما هو في حقيقته يحمل فكرا إجراميا يعيد به عصور الظلام الحقيقية وعلى العالم ليس فقط أن يحذر في التعامل معه، وإنما يجب عليه أن يوقفه عن الوصول لما يريد بكشف الحقيقة كاملة، فيجيب أين جمال
يا شعب مصر، إن الخطب أليم، والمسألة ليست رفاهية، والقضية لا تخص فئة دون فئة، فقد باع النظام الجميع دون أن يفرق بين مناهض له أو مؤيد، لقد قال الجميع فيكم كلمته ولم تبق سوى كلمتكم فقولوها.. أسمعوا العالم أنكم أحياء تقررون مصيركم، وأنتم قادرون على قولها
أصبح لزاما على الفرقاء أن يجلسوا مجبرين على طاولة واحدة، بعدما جمعهم العسكر في زنزانة واحدة. فإما أن يتفقوا لينقذوا ما تبقى منهم، أو يختلفوا ليستقر الأمر في يد الآخر، ولينتظروا انفجارا شعبيا إذا أتي بغير قيادة واعية، فلسوف تذهب الفوضى بالبلاد أبعد مما يتصور أحد
ووسط تلك الأزمات المفتعلة، والحرب الشعواء علي تركيا ورئيسها المنتخب للمرة الثانية في انتخابات مبكرة دعا إليها بنفسه، حق لنا السؤال: هل زال خطر تلك الجماعة عن تركيا؟ أم إنها حلقة من حلقات الحرب طويلة الأمد؟