هذه الخطوات يفترض أن تبدأ بإقرار الدستور الدائم أولا، مرفودا بتحقيق مصالحة وطنية شاملة، على أن يتزامن ذلك مع المصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسات السيادية، وخاصة العسكرية والاقتصادية..
تعددت إذن الأسباب والدوافع للتدخل العربي والدولي في ليبيا، والذي في أغلبه تدخل سلبي، ولكن النتيجة واحدة، وهي تغذية مستمرة لصراع وحروب بالوكالة ينتج عنها عدم استقرار ومعانات أمنية واقتصادية لكافة الليبيين
ستواجه خطة فرنسا ومعها الإمارات ومصر بتنظيم انتخابات رئاسية سريعة في ليبيا قبل الاستفتاء على الدستور رفضا واسعا، وإذا ما تم تمريرها، فإنها ستزيد من تعقيد المشهد الليبي وتعميق الاستقطاب والصراع
هذا الاتحاد أصبح خيارا استراتيجيا ضروريا، من أجل البقاء والمنافسة في عالم اليوم، بتحالفاته السياسية وتكتلاته الاقتصادية القوية، وليبيا لن تنعم بالاستقرار والمحافظة على وحدتها وسيادتها وثرواتها إلا من خلال التحصين والاستقواء بأشقائها داخل هذا الفضاء المغاربي
إن التدخل الإماراتي في عدة دول في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها اليمن وليبيا، له دوافع وأبعاد اقتصادية وجيواستراتيجية تتجاوز الصراع الظاهر مع تيار الإسلام السياسي، وحرص الإمارات على إفشال ثورات الربيع العربي حتى لا تتطور إلى مشاريع ديمقراطية حقيقية تنقل العدوى إلى داخل الإمارات والأنظمة المشابهة لها.
لا شك أن ليبيا أمام مرحلة جديدة يمكن أن تأخذ فيها الأطراف السياسية الليبية زمام المبادرة وتتمسك بإرادتها الوطنية في وجه تدخلات عربية وعالمية سلبية، ويعمل كل الليبيين من أجل التوافق وتوحيد كل مؤسسات الدولة السيادية المهمة من جديد، ومنها مؤسسة الجيش، والشروع في بناء الدولة المدنية الديمقراطية
اجتماع المصالحة الذي تم في مدينة الزنتان في 28 مارس بين قيادات من مدينتي مصراتة والزنتان، وضم شخصيات اجتماعية وعسكرية رفيعة المستوى، وأعضاء من المجالس البلدية للمدينتين وتوج باتفاق مصالحة وبيان مشترك، يعتبر حدثًا مهمًا ستكون له أثارًا إيجابية كبيرة على تطور المشهد السياسي وحالة الصراع التي تعيشها لي
لا شك أن نوايا وأماني غسان سلامة تجاه ليبيا وشعبها خير، ولكن قد يكون التحدي أكبر من استطاعته على إخراج هذا البلد العربي المتوسطي الجميل من أزمته خلال الفترة المتاحة له.