حرب خاسرة لأميركا إذا عرف الفلسطيني كيف يواجهها موحداً، واذا تخلّى الإيراني عن أطماع لا طائل من ورائها، وإذا ما أعيد ترتيب أوراق هذا الإقليم على قاعدة إلحاق الهزيمة بالمشروع الأميركي.
هزيمة الأنظمة وهزيمة النظام العربي لا يعني انتصار إسرائيل؛ لأن هؤلاء لم يحاربوا، وعندما حاربوا جديا كادت إسرائيل تُهزم هزيمة ساحقة. الانتصار الحقيقي لإسرائيل كان وما زال في منع المواجهة، ومنع المواجهة كان وما زال قرارا للأنظمة والنظام. أما قرار المواجهة، فهو قرار يمكن أن يتحول إلى قرار للشعوب.
الشعب الفلسطيني هو الجهة الوحيدة في هذا العالم الذي يملك قرار السلام في هذه المنطقة، وعلى الشعب الفلسطيني أن يعرف كيف يعيد للسلام اعتباره، بأن يهزم مرة وربما إلى الأبد محاولات فرض الاستسلام عليه.
العالم لا يرى في ترامب والترامبية سوى حالة من الفوضى والعبث وهي ورطة غير مسبوقة، الترامبية ضربت ضربتها الغادرة الكبيرة في فلسطين، وكانت ضربة قاسية وقوية واستعراضية واستعلائية ويقطر منها سمّ العنصرية.
حسب الفهم المتوفر حتى الآن لا يوجد سبب «قانوني» ملزم لرئيس حكومة الاحتلال بالاستقالة بسبب خضوعه للتحقيق أو حتى توجيهه التهم، ذلك أن الأمر الذي جرت عليه الأعراف والتقاليد الإسرائيلية بهذه الشؤون كانت تقضي بالاستقالة لأسباب معنوية وسياسية وليس لأسباب قانونية صرفة.
ما يميّز هذه الهبّة هو أنها محصلة وعي جمعي مقدسي أكثر من أي وقت مضى للأخطار المحدقة بالقدس كمدينة ومقدسات وكمفصل من مفاصل ومُركّبات الحقوق الوطنية وكعنوان رئيس من عناوين السيادة والاستقلال الوطني.
فلسطين ليس لديها ما تخسره إن هي تمسكت بما تعلن عنه، وهي قادرة على ذلك، وهي على الأغلب مستعدة لحوار حقيقي مع الولايات المتحدة إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لهذا الحوار؛ بهدف الوصول إلى حلول حقيقية.