لم يحظ الأزهر بدعم يليق بأدواره العلمية والوطنية المجيدة، وكان هدفا لسهام النقد ومحاولات الترويض والتطويع تحت ستار التطوير والتحديث. ولم يعترض الأزهر على زحف الجامعات الأهلية وخريجي التعليم غير الأزهري؛ على مختلف مناحي الحياة في مصر خلال العقود الماضية
حين يذهب الآلاف من الشباب إلى خارج مصر بتذكرة ذهاب فقط، إلى عوالم أخرى هربا من واقع قاس، فإن إحدى اللغات التي يخاطبون بها العالم هي لغة يناير.. كنا هناك وأردنا حرية فحرمونا منها. وليس صعبا أن تفهم الشعوب هذه اللغة
لا نبالغ إذا قلنا إن قضية الدراما أصبحت قضية أمن قومي عربي، ولا تحتاج إلى المدرسة القديمة في تعريفات الأمن القومي الذي تحصرها في الممارسات الدعائية الرخيصة التي لم تعد تنطلي على أحد في عصر الإنترنت والسماوات المفتوحة
شن هذه الحرب المتصاعدة ضد المسلمين كأقلية عددية ليس في صالح هذه البلاد. وبالتالي فإن هذه الموجة الخبيثة التي بدأت تنتشر آسيويا وغربيا هي ضد مصالح هذه الدول في المقام الأول، وتجب مقاومتها بكافة السبل
هناك فارق كبير بين نقد الذات الموضوعي المبني على تشخيص الأزمة أو المرض وتخصيص مواطن العطب، ومن ثم اقتراح وصفات العلاج، وبين جلد الذات القائم على التعميم الشديد وترك جوهر المشكلة والتحليق في فضاء صبغ الأمم والشعوب والثقافات بالصفات السيئة والدونية
الخطاب الديني في ثوبه الطائفي أصبح فاقدا للصلاحية الزمانية والمكانية، وفي نفس الوقت لا توجد صيغ لخطاب وطني عام يعلي من شأن المواطنة ولا يعادي الدين في شكل عقد اجتماعي جديد..
لم يمثل الشعراوي أي سلطة دينية ولم يقدم أية فتاوى سوى بعض الآراء في مقابلات نادرة. كان يقدم خواطر يعبر فيها عن رأيه الديني. وككل البشر له ما له وعليه ما عليه، لكنه كان تجسيدا لأحد رموز الحقبة والسياسة الليبرالية.
ليس غريبا أن يهتف الغاضبون ضد السيسي في لبنان وفي كل بلد عربي يخرج للشارع، من السودان إلى الجزائر والمغرب وتونس. يغضب إعلام السيسي ويقلق، ويحق له ذلك، فالماكينة الإعلامية مصممة على مجابهة المعارضة الداخلية، وشيطنة الآخر الوطني وليس العربي
المجتمعات والحكومات الغربية تعمل عن طريق الضغوط السياسية والإعلامية. وحرب البوسنة لم تجد من يتبناها ليحييها أوروبيا ولا حتى عربيا، للاستفادة وتقييم الدروس العبر
ما تغير فقط هي أحوال دولنا العربية والإسلامية، فأصبحت طاردة للسكان بسبب الفساد السياسي والاقتصادي، فلم تعد هناك حاجة للقيام بمجهود لاستجلاب العمالة منها
المشكلة الآن تتجاوز هذه الأمر لما هو أخطر؛ لأن هناك استحقاقا هاما بعد بضعة أسابيع، وهو تاريخ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، بما يمثله ذلك من مخاطر اقتصادية واجتماعية وسياسية تصل لحد القنابل الموقوتة، ويريد جونسون وحكومته أن يمرروه تحت غطاء من مدفعية الخطاب العنصري والشعبوي
ليس مستغربا إذا أن يلجأ المجلس العسكري في السودان مثلا لقطع الإنترنت في أتون محاولته للسيطرة على حركة الشارع الغاضب، ويعتبر أن الإنترنت تهديد للأمن القومي