ضربت موجة
سيول عنيفة محافظة
دهوك العراقية في إقليم كردستان أقصى شمالي البلاد، إثر موجة الأمطار المتواصلة في المناطق الشمالية منذ يومين.
وأعلنت مديرية الدفاع المدني فقدان شخصين جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة وتسببت بفيضانات.
وذكر الدفاع المدني، أن عشرات المنازل غرقت في مدينة دهوك، كما أغلقت السيول والأمطار شوارع وأحياء كاملة في المدينة وضواحيها.
وطالب قائم مقام قضاء مركز محافظة دهوك، إسماعيل محمد، السكان بعدم الخروج من بيوتهم إلا عند الضرورة.
كما استنفرت فرق الدفاع المدني للبحث عن المفقودين وتقديم المساعدة للمتضررين من الفيضان.
وقال مسؤول إعلام المديرية المقدم بيوار عبد العزيز إن "میاه السيول دخلت عددا من المنازل المطلة علی نهر هشكرو وسط مدينة دهوك".
وأضاف أن الأمطار تسببت بوفاة شخصين كانا فقدا بوقت سابق، وتم العثور عليهما في نفق نزاركي الواقع علی شارع بارزان الرئيسي في المدينة.
وأكد تضرر أكثر من 30 منزلا تضررت جراء السيول كحصيلة أولية، داعيا سائقي السيارات والمواطنين القادمين من أربيل إلی دهوك بعدم المرور بشارع بارزان الرئيسي بسبب السيول.
أوضاع مأساوية
وأعلن الدفاع المدني في محافظة دهوك، إنقاذ أكثر من 100 شخص حاصرتهم السيول في المدينة.
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن متحدث باسم فرق الدفاع المدني قوله، "إن فرق الإنقاذ تمكنت منذ صباح الثلاثاء من إنقاذ أكثر من 100 شخص كانوا عالقين داخل منازلهم أو سياراتهم بسبب السيول والفيضانات التي اجتاحت محافظة دهوك".
وأضاف، "أن أكثر من 100 منزل تضرر وتم تدمير حوالي 10 منها بالكامل كما تم إخلاء العشرات من المنازل الأخرى القريبة من نهر هشكرو ومناطق أخرى".
وأشار إلى أن "العشرات ممن تركوا منازلهم يقيمون الآن في مدارس وفنادق تم تخصيصها لإيوائهم من قبل الحكومة".
وشهدت عدة محافظات عراقية تساقط كميات كبيرة من الأمطار، ما تسبب بحدوث سيول في عدد من المدن ومن بينها محافظتا دهوك وأربيل.
كما عطلت محافظة نينوى، الدوام ليومين، بسبب سوء الأحوال الجوية وتواصل هطول الأمطار في مدينة الموصل.
وأعلنت محافظة الأنبار، كذلك تعطيل الدوام الرسمي الثلاثاء لسوء الأحوال الجوية.
الموجة مستمرة
وحذر الراصد الجوي صادق عطية، من غزارة الأمطار في عدة محافظات.
وقال عطية في منشور على منصة "إكس"، "إن موقع الجبهة الباردة يندفع نحو مدن جنوب وشرق البلاد الآن، ويلاحظ تكون حزام من السحب الرعدية في مقدمة الجبهة".
وتابع، "أما السحب وحزام البرق والرعد التي تندفع شمال البلاد باتجاه الأنبار، فهي تتبع المنخفض في الطبقات العليا من الجو والتصعيد من مركز المنخفض السطحي يحدث وكذلك عامل التضاريس".
وأكد أن "الحالة الجوية سوف تستمر في إقليم كردستان العراق وشمال نينوى وشمال وشرق ديالى".
وحذر العطية من "غزارة الأمطار حتى صباح الأربعاء في كل من نينوى وأربيل ودهوك والسليمانية، وكذلك خلال ساعات الليل في البصرة وميسان".
انعدام البنى التحتية
ومع كل منخفض جوي تغرق شوارع المدن العراقية بالمياه، لعدم وجود أنظمة التصريف وتهالك البنى التحتية، مما يتسبب بمضاعفة خطر السيول والفيضانات المطرية.
وبالرغم من تخصيص مليارات الدنانير ما زالت المدن العراقية عرضة إما للجفاف والحر الخانق صيفا أو السيول وغرق المدن في الشتاء.
وانتقد مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي إجراءات الحكومتين في بغداد وأربيل وعجزهما عن إيجاد حلول لمعالجة الأزمة التي تتكرر كل عام.
وسبق أن نبّه قسم التنبؤ الجوي في الهيئة العامة للأنواء الجوية، من احتمالية حدوث سيول في محافظات عراقية، بالتزامن مع تأثر العراق بمنخفض جوي يتسبب بتساقط الأمطار.
سيناريو متكرر
وفي آذار/مارس أيضا العام الماضي، اجتاحت مياه السيول عدة محافظات عراقية، لا سيما ذي قار والنجف وبابل والأنبار والديوانية وواسط وميسان وصلاح الدين.
وفي 2021 لقي 12 شخصا حتفهم في موجة سيول ضربت شمالي العراق بعد موجة أمطار استمرت لأيام.
وفي عام 2018 توفي أكثر من 16 شخصا في الفيضانات التي ضربت عدة محافظات عراقية، كما أصيب العشرات واضطر الآلاف إلى النزوح عن منازلهم في محافظة صلاح الدين والبصرة وميسان.
العراق وتغير المناخ
يُفسر التطرف في مناخ العراق بأنه من تداعيات تغير المناخ حيث يعد العراق خامس أكثر دول العالم تضررا منها وفق الأمم المتحدة.
وذكرت المنظمة الأممية أن تغير المناخ يعد من أكبر المخاطر التي تواجه العراق.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" وبرنامج الأغذية العالمي، إن العراق من أكثر دول العالم تأثرا بتغير المناخ، ما يستدعي الحاجة إلى مواجهة تبعات الأزمة.
وذكرت المنظمتان، أن العراق يعتبر من أكثر المناطق التي تتأثر بتداعيات تغير المناخ، ما يعني أن الزراعة في البلاد قد تكون عرضة لأجواء متطرفة صيفا وشتاء.
وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في أيلول/سبتمبر الماضي، من أن ما يواجهه العراق من ارتفاع في درجات الحرارة وجفاف هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع، وإشارة إلى أن حقبة الغليان العالمي قد حلت.