واصلت طائرات
الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على المناطق المأهولة في جنوب
لبنان، الاثنين، مستهدفة عدة بلدات وقرى، بالتزامن مع تنفيذ
حزب الله هجمات على عدة مواقع للاحتلال على الشريط الحدودي.
واستهدفت طائرات ومدفعية الاحتلال بلدات راميا عيترون والخيام، ومحيط بلدات الناقورة وعلما الشعب وعيتا الشعب ومروحين، ومناطق أخرى في الجنوب اللبناني، فيما زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أن القصف طال أربعة مواقع لحزب الله.
وزعم المتحدث أن من بين المواقع المستهدفة بنى تحتية ونقطة مراقبة لحزب الله في منطقة عيترون، ومجمعا عسكريا تابعا للحزب في علما الشعب، ونقطتي مراقبة في مروحين وعيتا الشعب.
حزب الله يرد
يأتي ذلك بينما نفذ حزب الله هجمات واسعة على مواقع للاحتلال على الحدود، استهدف أحدها آلية عسكرية بصاروخ موجه، كان يتواجد فيها ضابط إسرائيلي، لكنه نجا بأعجوبة من الموت بعد أن تضررت المركبة التي يستقلها بشكل كبير، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وقال حزب الله إنه استهدف بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية مواقع السماقة في تلال كفر شوبا، وآليات للاحتلال في موقع المالكية، وتجمعين للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة ميتات وقبالة بلدة الوزاني، وموقعي المرج والمطلة، والتجهيزات التجسسية في موقع العاصي.
وتشهد المناطق الحدودية جنوب لبنان توترا أمنيا، وتبادلا لإطلاق النار بين جيش الاحتلال وعناصر تابعة للمقاومة في لبنان، منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وفي الأيام الماضية، زادت حدة العدوان الإسرائيلي واتسع نطاق القصف، ما أثار المخاوف من خروج التوتر عن نطاق السيطرة حتى لو توصل المفاوضون إلى هدنة مؤقتة في غزة.
وأشار وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في شباط/ فبراير إلى أن "إسرائيل" تعتزم زيادة الهجمات لإخراج مقاتلي حزب الله نهائيا من منطقة الحدود في حال وقف إطلاق النار في غزة، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية.
وبينما أشار حزب الله علنا إلى أنه سيوقف هجماته بمجرد أن توقف دولة الاحتلال هجماتها على غزة، قال المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين مؤخرا، إن وقف إطلاق النار في غزة لن يؤدي إلى استقرار الأوضاع تلقائيا في جنوب لبنان.
ويقول دبلوماسيون عرب وغربيون إن "إسرائيل" تبدي إصرارا قويا على منع وجود مقاتلي حزب الله الرئيسيين على حدودها خشية وقوع هجوم مماثل لهجوم "حماس" الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 شخصا، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
وتعمل واشنطن، من خلال هوكستين وفرنسا، على تقديم مقترحات دبلوماسية لنقل مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية بما يتماشى مع قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي ساهم في إنهاء حرب عام 2006، لكن التوصل إلى اتفاق لا يزال بعيد المنال في الوقت الراهن.