قدمت حركة المقاومة الإسلامية
حماس ثمنا فادحا، تَمثّل في ارتقاء الآلاف من مقاتليها شهداء، واستشهاد الآلاف من أبناء غزة، هم ذوو وأسر مقاتليها الشجعان.
عوَضنا وعزاؤنا أن ذلك الثمن الفادح الذي قدمه أبناء قطاع غزة، جعل القضية
الفلسطينية على رأس اهتمام شعوب العالم ودُوَله، وهي مكانة لم يعد ممكنا أن تهبط إلى ما دونها من إهمال واستخفافٍ وتجاهل مزمن.
لقد طغت القضية الفلسطينية على الحرب الروسية الأوكرانية الطاحنة، التي تدور رحاها في حجرات البيت الأوروبي!!
كل المشاريع والمبادرات التي طرحت وستطرح لحل القضية الفلسطينية، مصيرها الفشل التام ما لم تُعرض على الشعب العربي الفلسطيني وتحظى بقبوله.
لقد صدمت موقعة طوفان الأقصى الهائلة المحتدمة الآن في قطاع غزة والضفة الفلسطينية، الإسرائيليين وأرعبتهم وأيقظتهم على حقيقة أن قوة إسرائيل المفرطة لم توفر الأمن لهم، فقد تجرعوا الموت والذل والعار، رغم ما يملكون من سلاح وتكنولوجيا، ورغم ما هم عليه من اعتداد وخيلاء وغرور.
لقد جرّب كيانُ العدوان ورعاتُه صيغا عديدة للالتفاف على حقوق شعب فلسطين العربي، منها صيغة روابط القُرى سنة 1978، بهدف خلق قيادة بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية.
وشجعت إسرائيل ودعمت عدة انشقاقات في الحركة الوطنية الفلسطينية، منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الأمس القريب.
لا يمكن الالتفاف على حقوق الشعوب، ولا يمكن للدمى والصنائع والقطاريز والعملاء أن يحلّوا محل الثوار والأحرار.
لا يمكن للبديل أن يحل محل الأصيل.
لقد جربت إسرائيل في لبنان سنة 1976 صيغة جيش لبنان الجنوبي الطائفي بزعامة أنطون لحد وسعد حداد، وانتهت تلك الصيغة باستسلام أفراد هذا الجيش «الطُّرُح» أو فرارهم إلى إسرائيل وأوروبا.
وتبنّى متطرفو الليكود، النكرةَ مضر زهران «أمين سر الائتلاف الأردني للمعارضة»، الذي تنبأ سنة 2011 بسقوط النظام الأردني وحدد الموعد «بعد سنة» !! وطرح نفسه بديلا وزعيما للدولة الفلسطينية في الأردن.
لقد توّج طوفانُ الأقصى حركة حماس طرفا فلسطينيا مقرِّرا، ستعترف بها أمريكا والدول الغربية وستكون على طاولات المفاوضات السياسية.
(الدستور الأردنية)