تعهدت تايوان، الأربعاء، بشن "هجوم مضاد" في حال دخلت القوات الصينية أراضيها، تزامنا مع زيادة بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة، تزامنا مع زيارة جديدة لمسؤول أمريكي وعقب تعليمات رئاسية باتخاذ "إجراءات مضادة قوية" للدفاع عن البلاد.
وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع في تايوان أن الدوريات العسكرية الصينية "عالية الكثافة" قرب تايوان مستمرة، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وأضاف المسؤولون أن نوايا بكين بجعل مضيق تايوان الذي يفصل بين الجانبين "بحرا داخليا" تابعا لها من شأنه أن يكون المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة.
وأفاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات والتخطيط، لين وين هوانغ، في تصريحات صحفية بأنه "بالنسبة للطائرات والسفن التي دخلت مجالنا البحري والجوي البالغ 12 ميلا بحري، سيمارس الجيش الوطني الحق في الدفاع عن النفس وشن هجوم مضاد دون استثناء".
واقترحت تايوان هذا الشهر زيادة في الإنفاق الدفاعي تشمل أموالا لطائرات مقاتلة جديدة بعد أسابيع شهدت تدريبات صينية تضمنت إطلاق صواريخ فوق عاصمتها تايبه.
والقوات التايوانية مجهزة جيدا إلا أنه تجهيز ضئيل مقارنة بنظيره الصييني، فيما تشرف الرئيسة تساي إنغ وين على برنامج تطوير كما أنها جعلت زيادة الإنفاق الدفاعي إحدى أولوياتها.
اشتباك تحذيري
والثلاثاء، قال متحدث عسكري إن الجيش التايواني أطلق اليوم أعيرة تحذيرية على طائرة مسيرة صينية حلقت فوق جزيرة صغيرة تسيطر عليها تايوان، بالقرب من الساحل الصيني وفقا لما أوردته إذاعة تايوان الدولية.
وأوضح المتحدث أن الطائرة عادت إلى الصين بعد إطلاق الأعيرة، حيث تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق أعيرة نارية تحذيرية في واقعة من هذا النوع.
اقرأ أيضا: سفينتان حربيتان أمريكيتان تعبران مضيق تايوان
إجراءات مضادة قوية
وفي السياق، أكدت رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، أنها أصدرت تعليماتها للقوات المسلحة باتخاذ "إجراءات مضادة قوية" عند الضرورة لحماية المجال الجوي لتايوان ردًا على الغارات الصينية المتكررة بطائرات بدون طيار.
وأكدت تساي، أثناء جولة تفقدية للقوات المتمركزة في جزيرة بينجو الساحلية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المركزية التايوانية، موقف البلاد من أنها لن تثير أو تبدأ حربًا مع الصين وامتنعت عن اتخاذ المزيد من التحركات العسكرية العدوانية وسط تصاعد التوترات عبر المضيق.
وقالت: "لقد أمرت وزارة الدفاع الوطني باتخاذ إجراءات مضادة ضرورية وقوية في الأوقات المناسبة للدفاع عن أمن المجال الجوي الإقليمي للأمة".
زيارة حاكم أمريكي
وفي سياق، غير منفصل، وصل حاكم ولاية أريزونا الأمريكية، دوغ دوسي، إلى تايوان، لبدء "مهمته التجارية" إلى أراضي الجزيرة وكوريا الجنوبية.
وذكرت قناة "فوكس نيوز" الإخبارية، أن رحلة دوسي سوف تشمل اجتماعات مع الرئيسة "تساي إنغ ون" ووزير خارجية تايوان" جوزيف وو جاو شيه" والسفير الأمريكي فيليب سيث غولدبرغ.
ويسعى دوسي من خلال الزيارة إلى تعزيز العلاقات التجارية بين أريزونا وتايوان مع التركيز بشكل خاص على تصنيع أشباه الموصلات.
ونقلت القناة عن دوسي قوله إن "أريزونا لديها علاقات ممتازة مع تايوان وجمهورية كوريا"، مشيراً إلى أن "الهدف من هذه المهمة التجارية هو نقل هذه العلاقات إلى المستوى التالي لتقويتها وتوسيعها وضمان أن تظل مثمرة للطرفين".
وخلفت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايبه، أزمة كبرى في بحر الصين، حيث أجرت بكين تدريبات عسكرية حول الجزيرة هذا الشهر ردا على تلك الخطوة الأمريكية.
ولا تستبعد الصين استخدام القوة العسكرية لإخضاع الجزيرة لسيطرتها، بينما ترفض تايوان مطالب بكين بالسيادة عليها، قائلة إن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة قط وإن شعب تايوان وحده هو الذي يملك حق تقرير مستقبله.
تايوان: مستعدون للحرب.. والصين تطلق مقذوفات صوبها
بيلوسي تغادر تايوان وتتعهد بـ"عدم التخلي عنها"
بكين تستدعي السفير الأمريكي لديها بعد زيارة بيلوسي لتايوان