خذ هذه..
عندما كنت أبحث عن "أصل وفصل" الدكتور "أحمد فهمي" رئيس مجلس الشورى بعد الثورة، و"الوافد" الجديد لعالم السياسة بلا مبرر ليس معروفاً لنا، قلت لعضو في المجلس إنني أشك في أنه "إخوان"، وأنه قد يكون ما رفع به لهذا الموقع المهم هو نسبه، وقد أحبط به عمله!
فالجماعة قبل الثورة كانت تحت الميكروسكوب الإعلامي، لاسيما قياداتها، ومن المستحيل أن يكون من قياداتها ولا ترى فيه ما يدفعها لترشيحه لعضوية البرلمان في سنة 1984، أو لبرلمان 1987، أو لانتخابات 2000 الذي بزغ فيه نجم الدكتور محمد مرسي، أو برلمان 2005، الذي عرفنا من خلاله سعد الكتاتني ومحمد البلتاجي وغيرهم!
بيد أن من طرحت عليه وجهة نظري، رد بهدوء العالم ببواطن الأمور:
ـ بل اخوان!
فقلت له وأنا أحاوره: هل تعرفه؟.. لقد نشرت اسمه على "الفيس بوك" وسألت إن كان أحد يعرفه؟ فلم أجد من يتعرف عليه.. قريب، أو بعيد، أو زميل، فمن أين عرفت إنه من الإخوان.. فأجاب إجابة مقتضبة:
ـ قائد الحرس!
ـ أي حرس؟!
ـ حرس مجلس الشورى!
فسألته:
ـ وكيف لقائد حرس مجلس الشورى، أن يعرف من يكون من الإخوان؟ ومن العضو، ومن المحب، والمنتسب؟ هل وزعوا على قائد الحرس قائمة بأعضاء التنظيم؟ ثم كيف لواحد من الإخوان، لدرجة أهليته لهذا التصعيد المباغت لم يتم اعتقاله في أي مرحلة؟
فارتفع صوته قليلاً، وهو يقول:
ـ لقد تم اعتقاله مرة واحدة، وأن من ألقى القبض عليه هو قائد الحرس، ولهذا هو من اختاره قائداً للحرس!
وأدهشتني هذه الروح، التي أوردت الثورة بعد ذلك مورد التهلكة، هل هو القط الذي يحب خناقه؟!
حكاية اللواء خالد ثروت:
لا بأس، سيأتيني الرد بأن الأيام أثبتت أن أحمد فهمي اختيار خاطئ، وجل من لا يخطئ، وأن من أحبط به عمله لا يجوز أن يرفعه نسبه، لكن خذ هذه!
بينما أطالع الأسماء والصور لقائمة المتهمين بمجزرة رابعة، لفت انتباهي هذا الإسم المدون تحت صورته: اللواء خالد ثروت، رئيس جهاز الأمن الوطني!
المدهش أن اللواء الذي يعد من بين المتورطين في جريمة الإبادة الجماعية هذه، تم تصعيده لهذا المنصب في 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2012، خلفا للواء مجدي عبد الغفار الذي كان قد بلغ السن القانونية للخروج على المعاش، وقد خرج من الجهاز ليعين نائبا لمدير الأمن بشركة كوكاكولا، قبل أن يقع الانقلاب العسكري فيكلف بمنصب وزير الداخلية!
ماذا يعني هذا التاريخ؟!
لقد كان والرئيس محمد مرسي في الحكم، لكن أيضاً أغلبية أعضاء المجلس العسكري الذين تورطوا في الانقلاب عليه، وشاركوا في المجازر، تم اختيارهم في عهد مرسي، الذي عزل معظم أعضاء المجلس العسكري في عهد طنطاوي، واعتمد أعضاء جدد، كما أنه أطاح بوزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، الذي ورثه من المجلس العسكري، وعين اللواء محمد إبراهيم بدلا منه، و"إبراهيم" شارك في الانقلاب عليه مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، فلم يكن له يد في الاختيار، لكنهم ترشيح من وثق الرئيس فيه.
هى معاملة رقيقة معروفة بعد انتهاء المهمة لتفريغ شحنة غضب المعتقل، اتقاء لتصفية حسابات خارج السجن، أم أنها قاتلة جداً عبارة "أنا عبد المأمور، فما أن يقولها السجان حتى تنزع ما في القلوب من غل، وإذا الذي بينك وبين عداوة كأنه ولي حميم!
"رابعة لا تٌنسى" .. أحداث كاشفة 19
السعودية والإمارات ينفذان انقلاباً ثانيا على السلطة الشرعية