بينما كانت
مصر مشغولة بمهام جسام وأحداث عظام، خرج من بين أهلها الطيبين محتال نصاب سارق لم يرقب في الوطن إلاًّ ولم يراع في الأهل ذمة؛ وسرق "مريلة" لابنته كي تذهب بها إلى المدرسة، مدعيا أنه كان يحلم بأن يرى الفرحة في عينيها وهي ترتديها مع أول يوم دراسي.
وبينما السيسي يستعد للذهاب إلى نيويورك ليرفع رأس المصريين ويرد إهانة ترامب، وأنصاره ينتظرون أمام مبنى الأمم المتحدة يهتفون يحيا السيسي ثلاث مرات، يأتي خبر الأب السارق وزوجته السارقة "مريلة" لابنتهما كي تذهب بها إلى المدرسة ليسرق همة الهتيفة ويخفض الأعلام، #دا_اسمه_إيه_يامصر.
وبينما مصر مشغولة ببناء زينة مدن العالم وفخرها وأكثرها بهاء ورونقا وروعة (العاصمة الإدارية)، وفيها أكبر برج في إفريقيا وأجمل فندق وأطول مئذنة وبرج لجامع وكنيسة وأوسع حديقة مفتوحة، وأكبر مدينة ملاهي بالعلمين وأعظم منتجع سياحي في الجلالة، جاء الأب سارق "المريلة" ليسرق فرحة المصريين بتلك الإنجازات #دا_اسمه_إيه_يامصر.
وبينما مصر واقفة تتفرج على اللجان القضائية والنيابية والإدارية والفنية وهي تعد مليارات الإخوان التي صادرها النظام. وبينما كل مصري يفكر كم نصيبه من أموال (الجماعة الإرهابية)، يخرج علينا الأب الحرامي و"مراته" ليسرقا "المريلة".. لو أنكم صبرتم حتى ينتهي عد الفلوس لتأخذوا نصيبكم بالمليم كان سيكفي شراء "المريلة" وقلمي رصاص وآخر جاف، #دا_اسمه_إيه_يامصر.
وبينما مصر مشغولة بسجن علاء وجمال مبارك، وشلة أصحابهما وشركائهما في العزبة المصرية، وفي الوقت الذي أخرج فيه مبارك دفتر الشيكات وقال "هنتصالح وندفع قرشين علشان خاطر عيونك يا مصر"؛ نسمع عن الأب الحرامي الذي سرق "مريلة" لابنته بالاشتراك مع زوجته، #دا_اسمه_إيه_يامصر.
وبينما مصر تتفرج على فيلم "الملاك" الإسرائيلي، وتشاهد أدلة خيانة أحد أهم سياسييها في عصر الزعيم خالد الذكر وعصر الرئيس المؤمن بطل الحرب والسلام، وهي مطأطئة الرأس ومكسوفة وغير قادرة على الرد، يأتي الأب السارق والأم السارقة ليزيدا كسوفها وحمرة خجلها بسرقة مريلة لابنتهما في دمياط، #دا_اسمه_إيه_يامصر.
وبينما مصر "خسرانة" في كأس العالم، و"بتبيع" في المصانع والمزارع والشركات والبورصة لونها "بمبي"، والمحاكم الدولية تصدر بالملايين غرامات، وتنازل طبيب الفلاسفة عن "تيران وصنافير" وألف كيلومتر لابن سلمان لمشروع "نيوم"، واستلف "من إللي بيسوى وإللي ما يسواش بعدما خلص أرز الخليج ومش قادر يدينا، يأتي الأب السارق والأم السارقة بجريمة سرقة"مريلة"، #دا_اسمه_إيه_يامصر.
وبينما الإعلامي الرشيق أبو طلة بهية، عمرو أديب، (3 ملايين دولار من "إم بي سي") يستضيف الست الجوهرة أم طلة سكرة ودايما منورة غادة عبدالرازق (من 30 إلى 40 مليون جنيه للمسلسل)، وهي تعترف بأنها "تلبس الفستان مرة واحدة في حياتها"؛ كان هذا بالضبط هو التوقيت الذي كان الأب المجرم والأم المجرمة يخططون فيه لسرقة "مريلة" من محل بدمياط لابنتهم تذهب بها إلى المدرسة، #دا_اسمه_إيه_يامصر.
وبينما الملياردير الأشهر أحمد أبو هشيمة، يجهز لعرسه الأسطوري على الصاروخ أرض جو بحر "كاتيا أفيرو"، أخت اللاعب كرستيانو رونالدو، في 13 تشرين الأول/ أكتوبر في أسوان بتكاليف بلغت 44 مليون جنيه لليوم الأول الذي يحضره 1200 شخص من علية القوم، و30 مليون جنيه لليوم الثاني الذي يشارك فيه 2000 مدعو، مع هبوط 176 طائرة خاصة بمطار أسوان (حسب المحامي مرتضى منصور)، وبينما الاستعدادات جارية للفرح الإمبراطوري؛ استغلها الأب الحرامي والأم السارقة للسطو على "مريلة" لابنتهما من محل في دمياط، #دا_اسمه_إيه_يامصر.
وبينما تملك الفنانة الإعلامية المنتجة إسعاد يونس مليارين ومئة مليون جنيه، ويملك الزعيم عادل إمام ملياري جنيه، والهضبة عمرو دياب مليار و800 مليون جنيه، وفنان الجيل تامر حسني مليارا و600 ألف جنيه، والأسطورة صاحب الأسطول محمد رمضان مليارا ونصف مليون جنيه، وأمير الطرب هاني شاكر مليارا و300 مليون جنيه، وأبو التوأم الشهير أحمد عز مليارا و200 مليون جنيه، ومطرب السلام عليكو حكيم مليارا و100 مليون جنيه، وفنان المقالب رامز جلال مليار جنيه، وشيرين عبد الوهاب 800 مليون جنيه (حسب تقدير لعبد المنعم عمارة وزير مبارك في مقال له بالمصري اليوم)، كانت الجريمة.
وقام الأب الحرامي ومراته الحرامية بسرقة "مريلة" لابنتهما، لكن المواطنين الشرفاء سلموهما للشرطة، التي استغلت الموقف كي تبين كم هي رحيمة رؤوفة بالمصريين، وكافأت الضابط الذي أقنع صاحب المحل بالتنازل عن حق "المريلة" لتصفه الصحف بأنه "ضابط بدرجة إنسان"، #دا_اسمه_إيه_يامصر.
والحل هو الإعدام لكل من يسرق "مريلة"، الحل هو عقاب كل من يسرق قلما أو كراسة أو قطعة حلوى أو زجاجة دواء، الحل هو أن يحيا الكبار بلا إزعاج ولندعهم في أفراحهم ولياليهم، وليذهب سارقو "المريلة" إلى الجحيم، #مش_كدا_ولا_إيه_يامصر.