أثار تجاهل زعيم الانقلاب بمصر عبدالفتاح السيسي الحديث مكررا عن قرار ترامب الخاص بالقدس تساؤلات عن الأسباب التي دفعته للتجاهل، وسط اهتمام عالمي بالقرار وتركيز مختلف وسائل الإعلام على تداعياته.
وكان لافتا خلال افتتاح فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر إفريقيا 2017، اليوم الجمعة، تجاهل السيسي للمرة الثانية في كلمته أمام المؤتمرين أي ذكر لقضية القدس تلميحا او تصريحا .
كلمة السيسي خلال اليوم الثاني المؤتمر :
الكاتب الصحفي المصري محمد القدوسي سبب تعمد السيسي تجاهل التعليق على الحدث بأنه ليس مدهشا أن "يطبل" السيسي لفعل ترامب العلني الفاضح، فهو لم يكتف بالانبطاح له عمليا، بل أعلن رضوخه بلا خجل ولا مواربة إذ قال له: "ستجدني بكل قوة ووضوح داعماً لأي مساع لإيجاد حل للقضية الفلسطينية في (صفقة القرن)، ومتأكد من أنك تستطيع أن تحلها".
اقرأ أيضا: هكذا احتجت شعوب العالم ضد قرار ترامب ونصرة للقدس .
وتابع القدوسي "وجاء رد ترامب على "خادمه المطيع" ليؤكد مكانته المستحقة وأنه بالنسبة له "سيسي" مجرد سيسي إذ ربط "حل" القضية الفلسطينية بالقضاء على المقاومة التي يسميها "الإرهاب" وفرض الهيمنة الصهيونية التامة، قائلا: "سنحارب الإرهاب سوياً وستمتد صداقتنا طويلاً"! هكذا إذا فلسطين "قضية" وليست "صراعا" وهي قضية تحل بالقضاء على الإرهاب، وهل هناك ـ للقضاء عليه ـ طريقة أفضل من ترسيخ ضياع القدس (الضائعة فعلا)؟
ويضيف القدوسي في اتصال مع "عربي21" قرار نقل العاصمة إلى القدس موجود منذ أوسلو، و"ترامب" لم يفتتح اغتصاب إرادة الأمة بقراره، فهو وأسلافه يغتصبونها منذ وقت طويل، ويعلم أن بوسعه وبوسع خلفائه مواصلة الاغتصاب، وأن كل ما فعله القرار أنه أضاء النور مبددا ظلمة الوهم، لتظهر عناصر الصورة على حقيقتها: قاتلا يدلي بسكين وقتلى يدلون بالأسماء. يظهر المغتَصب والضحية والقوادون فلا يغضب الغاضبون للاغتصاب ولا للقوادة بل للمطالبة بإطفاء النور!
واختم "القدوسي" حديثه برسالة للمتباكين ـ ومن يدافعون عن بقاء السيسي مغتصبا لحكم مصر مع أنه ـ أمامكم وبعلمكم ـ يبيعها قطعة قطعة ليبني "إسرائيل الكبرى" بمشاركة بقية القوادين، بينما "نتنياهو" يكتفي بالتصفيق لهم وتشجيع "العبيد" على ما يبذلونه لـ"سيدهم": من يرضى بهؤلاء "قادة" لا يمكن أن نصدقه وهو يبدي انزعاجه من الاغتصاب، ولا نصر على الأعداء إلا بالخلاص من العملاء.
وكيل اللجنة الدينية في البرلمان المصري 2012 ومستشار وزير الأوقاف في حكومة د. محمد مرسي محمد الصغير قال "أنه ليس مستغربا صمت السيسي عن عن قضية القدس فقد أعلن دعمه ل ترمب والتقى به أثناء حملته الانتخابية التي أعلن فيها أنه سينقل السفارة الأمريكية إلى القدس فما الجديد بالنسبة للسيسي الذي قال له صراحة أنا معجب بك وبأرائك وبادله ترمب إعجابا بإعجاب وقال له حذاؤك جميل!
اقرأ أيضا: "الثوري المصري": الموساد يحكم القاهرة.. ونطالب بإنقاذ مرسي
وأضاف "الصغير" فى حديثه لـ"عربي21" "ليس السيسي وحده وإنما كل سيسي في دولة عربية يرى أن ضمان بقائه في الحكم أو تسلمه للعرش مرهون برضى أمريكا وقلب أمريكا مفتاحه في إسرائيل ولا ينبغي للشعوب العربية أن ترهن قرارها وتربط أفعالها بهؤلاء الحكام الوظيفيين الذين هم وكلاء المحتل في إدارة الاستبداد والاستعباد".
السياسي المصري وعضو مجلس النواب 2012 ياسر حسانين قال إنه "في الوقت الذي يموج فيه العالم العربي والإسلامي غضبا وانشغالا بقضيته الكبرى نجد المنقلب الأخرق يتحدث على مدار يومين في سلسلة هرتلاته التي ما أغنت شعبا وما سدت من رمقه ويتجاهل الحديث عن القدس".
وأكد حسانين لـ"عربي21" أن "المنقلب فاقد الشرعية في حالة انفصام عن شعب لم يعرفه ولم يحسب له حسابا والمستبد لا يرتقي لمستوي اهتمامات شعبه فضلا عن طموحاته".
وتابع "حسانين "موضحا "السيسي لم يأت بإرادة شعبية لذا حساباته مرتبطة بمن جاء به ودعمه ويدعمه للآن وهو يقدم أوراق اعتماده للصهاينة والأمريكان فكيف يتحدث في قضية القدس سابقة أعماله كلها تصب في صالح المشروع الصهيوني فى المنطقة".
الباحثة فى الشأن المقدسي ريهام رافع تفسر صمت السيسي عن قضية القدس لأنه "قد سبق أن أعلن ذلك المنقلب بأن مصر شبه دولة والآن يريد أن يُفعِّل قولته تلك بسحب "شبه الدولة" إلى الخلف وتنصلها من دورها القيادي بشأن القضية الفلسطينية،والانجرار خلف القاطرة الصهيو-أمريكية وهنا إعلان لانبطاح الموقف الرسمي الذي تأباه الشعوب الأبية".
وتضيف "رافع" فى تصريحاتها لـ"عربي21" أن "الشعوب يتوجب عليها اقتحام المشهد ورفع الراية للجهاد من أجل القضية التي بيعت بأيدي خونة كل العصور".
عضو مجلس الشعب المصري "2012" والمحامي، اليساري زياد العليمي يوضح أن موقف السيسي طبيعي وذلك لأن "أي نظام يأتي إلى السلطة يكون ولاؤه كاملا لمن أتى به ونظام عبدالفتاح السيسي ولاؤه لإسرائيل وأمريكا الذين جاءوا به لحكم مصر وهو مستمر فى السلطة بفضل الدعم الإسرائيلي والأمريكي له".
وأضاف "العليمي" أن "الرؤية السياسية لنظام المصري هي جزء من الرؤية الإسرائيلية واتضح ذلك من خلال الكلام الوحيد الذي قاله السيسي منذ مجيئه عن القدس الشرقية كخطاب واضح وتعبير عن الرؤية الاسرائيلية ".
اقرأ أيضا: هذه خطة ترامب لامتصاص "غضبة القدس".. هل تنجح؟
وأوضح "العليمي" فى حديثه لـ"عربي21" أن " احنا بنتكلم عن نظام السيسي يتبنى بشكل واضح نفس وجهة النظر الإسرائيلية والامريكية فى المنطقة وبالتالى ليس هناك مبرر لتعليق السيسي" مضيفا "هل يعلق السيسي و يقول أنا موافق ومؤيد لما يحدث؟".
وأكد "العليمي" أن صمت السيسي هو توضيح لموقفه أنه موافق تماما على ما يجري في القدس".
النائب سعيد شبابيك قال لـ"عربي21" إن "السيسي أول من رفض القرار فى العالم وعدم حديثه عن القدس لأن المؤتمر عن إفريقيا وليس القدس" مضيفا "أن مجلس الوزراء سيجري اجتماعا بهذا الخصوص ويمكن أن يتم تصعيد الأمر لمستوى الرؤساء".
ورفض شبابيك التعليق على ما يمكن أن يتخذه السيسى أو الحكومة المصرية بشأن الموقف من القرار الأمريكي وقال هذا كلام رؤساء أن لا أستطيع الخوض فيه".
أقوال زعماء الشرق الأوسط تعكس الصراع على القدس (إنفوغرافيك)
تيلرسون: نقل السفارة إلى القدس لن يتم قبل عامين
مصريون يتظاهرون بالأزهر تضامنا مع القدس والأمن يمنع خروجهم