نظم اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار، بالتعاون مع التجمع الفلسطيني السوري الحر "مصير"، مهرجانه
الأدبي الثالث، بعنوان "الكلمة ثورة لا تموت"، في مدينة كيليس التركية، بمشاركة عدد من الأدباء والشعراء السوريين والفلسطينيين.
وفي مستهل المهرجان، الذي عقد السبت، أشارت الشاعرة السورية أروى محمد، إلى حاجة
الثورة لجهود كل الكتاب والمبدعين السوريين، وقالت "إن حكايا الثورة الجميلة والمؤلمة معا، بحاجة إلى توثيق أدبي".
وقال رئيس اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار، عبد الغني حمادة: "لا خير في الأدب ما لم يكن هذا النتاج خادما لقضية الإنسان المظلوم، ولا خير في أديب لا يدافع عن قضايا وطنه، وقضايا أبناء جلدته".
وأضاف: "نحيي الذكرى السادسة لثورتنا اليتيمة وفي قلوبنا غصة، لكن ومع ذلك أتينا لنقول كلمتنا الحرة"، وفق تعبيره.
"بابا شيلني"
وكانت صرخة الطفل السوري عبد الباسط طعان "بابا شيلني"، التي أطلقها بعد أن بترت قدماه في منطقة الهبيط محافظة إدلب، جراء قصف روسي على البلدة، حاضرة في قصيدة باللهجة البدوية المحلية للشاعر السوري عبدالله القرقوبي، يقول فيها: "شيلني يابا.. وخلي إيدي عالكتف.. أريد مدرستي.. ولوني أزحف زحف.. ولو باقي من جسمي النصف.. شيلني يابا.. نحن غدينا بقلب غابة.. بصاروخ يرتمي عصفور.. وفراشة تدوسها دبابة".
الثورة بدون حلب
ومثلت خسارة الفصائل السورية لمدينة حلب، المحطة التراجيدية الأبرز في المهرجان، حيث لم تكد تخلو قصيدة شعرية أو قصة من ذكرها.
وألقى الشاعر السوري، وعضو اتحاد الكتاب العرب، عمر كرنو، مقتطفات من
قصائده، قال في إحداها: "قف بالشآم وعانق فوقها الشهب، وازرع فؤادك في أكنافها فعسى تجني المراتب والأخلاق والأدب.. إني تليت رفيقا من حدائقها، وذقت شهد الهوى لما سقا حلب".
منبج "البحتري"
"روحي بمنبج ثورة.. ودمي على جسر الفرات قصيدة أخرى.. بعينها تقاتل.. قل للضباب ليستبد بصبرنا.. ويقد من ظلم الرفاق معاولا.. تهوي على الغصن المناضل".. بهذه المقتطفات، بدأ الشاعر عبد الباسط عليان، من منبج، قصيدته "حروف تقاتل".
ويتابع: "بلدي تغمدها الضباب.. وأنت تحتضن السلاح.. نيرون مات ولم تمت روما بعينها تقاتل.. لا بد هذا الليل منصرم".
وعقب انتهائه من إلقاء القصيدة، استنكر عليان ما وصفه بـ"احتلال قسد" (قوات
سوريا الديمقراطية) لمدينته منبج، وقال إن "الميلشيات الكردية استفادت من دعم النظام لها للسيطرة على مدينة منبج العربية التي أنجبت شعراء عظماء، مثل البحتري، وأبو فراس الحمداني، ودوقلة المنبجي"، على حد قوله.
وأضاف لـ"عربي21": "لقد استطاع الأسد أن يخلق شرخا بين مكونات الشعب السوري، في سبيل ضمان استمراره في السلطة".
أدب الثورة السورية
وعلى هامش المهرجان، ألمح رئيس اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار، إلى افتقار الأدب الثوري إلى المشاركة والتفاعلية.
وقال عبد الغني حمادة لـ"عربي21": "كاتحاد للأدباء، نسعى ما بوسعنا إلى تنظيم اللقاءات فيما بين الأدباء والكتاب السوريين؛ لأن لهذه الملتقيات فائدة كبيرة على الأدب الثوري".
وحول الأسباب التي دفعت بالكثير من الأدباء السوريين إلى الوقوف إلى جانب نظام الأسد، اعتبر حمادة أن دور الكاتب يحتم عليه أن يكون في طليعة الثوار؛ لأنه الأقدر على القراءة، كما قال.
وأضاف: "ربما يكون بعدهم عن الثورة بسبب خوفهم على مكتساباتهم، أو لارتباطهم بالنظام لكونهم من صنيعته"، على حد وصفه.
من جهتها، عبرت الأديبة إيمان مسلماني؛ عن عدم رضاها عن النتاج الثوري الأدبي بالمجمل، وقالت لـ"عربي21: "لقد تعبنا وأتعبنا من يسمعنا بمشاكلنا، لأننا لم نستطيع أن نوصل همومنا الثورية بشكل جيد".
وتابعت: "لقد دخلنا في عامنا السابع ونحن في الشتات، لذلك علينا أن نبحث عن أدب يجعلنا نستمر بالحياة على صعوبتها، ويكون قادرا في الآن ذاته على تذكيرنا بما يجري في بلادنا"، كما تقول.
المأساة الفلسطينية المتجددة
بدوره، رأى الرئيس السابق لاتحاد الطلبة الفلسطينيين في جامعة حلب، الشاعر أكرم عطوة، أن الشعب الفلسطيني المقيم في سوريا مر بنكبتين، الأولى في العام 1948، والثانية بعد قيام الثورة السورية.
وقال لـ"عربي21": "لقد هجّر نظام الأسد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني المقيم في سوريا، وكما ذاق أهلنا في سوريا العذاب ذقناه"، وختم مشددا "لكننا ومع كل ذلك لا زلنا نصابر في سبيل انتصار هذه الثورة"، وفق تعبيره.