نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن الشوائب المكتشفة حديثا في أجهزة "آي فون" التي يمكن أن تسهّل اقتحام سماعات هواتفها بنقرة واحدة فقط.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21" إنه يجب على جميع الذين يمتلكون هواتف "آبل" تحديث هواتفهم للحصول على أحدث نسخة من دائرة الرقابة الداخلية، التي تمكّن من معالجة هذه العلّة، حيث أن أي جهاز لا يُحمّل هذا التحديث يمكن أن يكون عُرضة للقرصنة.
وصرّحت الصحيفة أن شركة "آبل" علمت ببرنامج التجسس الذي يستهدفها من قبل المدافع الشهير عن حقوق الإنسان أحمد منصور، الذي حذر شركة "أولا سيتيزن لاب" من برامج التجسس بعد تلقي رسالة نصية غير عادية في 10 آب/ أغسطس، وذلك بعد أن وعد بالكشف عن تفاصيل حول جرائم التعذيب التي تحصل في سجون دولة
الإمارات العربية المتحدة، حيث احتوت الرسالة على رابط مريب في أسفله.
وتجدر الإشارة إلى أن منصور لم يكن متيقنا من عملية التجسس التي تستهدفه لأنه تعرض للسجن، وللضرب والسرقة ومصادرة جواز سفره من قبل السلطات على مر السنين، كما كان مرارا وتكرارا مستهدفا عن طريق عمليات التنصت الإلكترونية. لكن عندما أرسل نص الرسالة المشبوهة للباحث بيل مارك زاك، من شركة "سيتيزن لاب"، تم اكتشاف أنه كان مستهدفا بعملية تجسس خطيرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه يمكنكم الحصول على هذا التحديث من خلال الدخول إلى تطبيق الإعدادات لجهاز "آي فون" ونقر "عام" ثم الولوج إلى اختيار التحديث الأمني وسيقوم الهاتف بالبحث بصفة آلية وبتحميل التحديث بنفسه.
وذكرت الصحيفة أن الهواتف المحمية ينبغي أن تكون قيد تشغيل دائرة الرقابة الداخلية عدد 9.3.5، التي تعتبر أحدث نسخة من هذا البرنامج، علما أن شركة "آبل" أصدرت هذا التصحيح بسرعة فائقة، حالما اكتشفت هذه المشكلة الأمنية.
وتجدر الإشارة إلى أنه وفقا لتقارير سابقة حول شركة أمن الهاتف الذكي ومقرها سان فرانسيسكو ومجموعة مراقبة الإنترنت سيتيزن لاب، فإن سبب هذه المشكلة الأخيرة التي تعرضت لها الشركة كانت نتيجة لثلاث نقاط ضعف مختلفة في نظام التشغيل الخاص بها، والتي سمحت بإحكام السيطرة الكاملة على أجهزة دائرة الرقابة الداخلية.
وأضافت الصحيفة أن كلا التقريرين الصادرين أشارا إلى أن شركة إسرائيلية سرية مختصة في مجال البرمجيات، كانت وراء برامج التجسس التي استهدفت هواتف "آي فون".
وفي هذا السياق، قال الباحث مايك موراي إن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، واصفا البرنامج بأنه من برامج التجسس الأكثر تطورا في السوق.
وأفادت الصحيفة أن القراصنة يستطيعون السيطرة الكاملة على الهاتف، ويمكنهم التنصت على المكالمات وقرصنة الرسائل، وتفعيل الكاميرات والميكروفونات واستنزاف البيانات الشخصية للجهاز.
وتجدر الإشارة إلى أن أستاذ هندسة البرمجيات في جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا، آري فان درسن، أفاد أن التقارير الصادرة عن عملية التجسس الخطيرة، هي ذات مصداقية كبيرة ولكنها مثيرة للقلق.
وقد وصف خبير الطب الشرعي، جوناثان زديارسكي هذا البرنامج الخبيث بأنه "نموذج خطير من برامج التجسس".
وفي هذا السياق، قال الباحث مارك زاك، إن برنامج التجسس كان ذا مستوى عال من الجودة لدرجة أنه لا يمكن الكشف عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه العمليات، مشيرا إلى أن صناع هذا البرنامج لديهم القدرة على التدمير الذاتي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الباحثين اكتشفوا بعد جهود حثيثة دامت أسبوعين أن منصور كان مستهدفا بنموذج متطور غير عادي من برامج التجسس المكلفة جدا.
وتجدر الإشارة إلى أن هدف الشركة الإسرائيلية السرية من تصميم برنامج التجسس هو التوفير للحكومات التكنولوجيا التي تساعدهم في مكافحة الإرهاب والجريمة. كما نفت هذه الشركة علمها بأي معلومات خاصة، كما رفضت الإدلاء بأي تعليق آخر.
وقالت الصحيفة إن برنامج التجسس الذي كان من صنع إسرائيلي ويستهدف المعارضين في دولة الإمارات العربية المتحدة أثار الشكوك والتساؤلات حول طبيعة العلاقة الكامنة بين كلا البلدين.
وتجدر الإشارة إلى أن استخدام دولة الإمارات لتكنولوجيا إسرائيلية لمراقبة مواطنيها هو استراتيجية غير مريحة لدولة عربية ليست لها علاقات دبلوماسية رسمية مع الكيان الصهيوني. كما أن تواطؤ إسرائيليين في هجوم إلكتروني على ناشط عربي يتعارض مع مبادئ إسرائيل التي تزعم أنها معقل للديمقراطية في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن كلا البلدين رفضا التعليق والإدلاء بشهاداتهما حول هذا الموضوع. كما قال في هذا السياق، المحامي الإسرائيلي إتاي ماك الذي لطالما دعا إلى مزيد من الشفافية في صادرات الأسلحة الإسرائيلية، وصادرات بلاده، "إن الأنظمة الإسرائيلية لا تأخذ بعين الاعتبار حقوق الإنسان أو البرامج التي يمكن استخدامها من قبل بعض الحكومات لقمع المعارضين".
وفي الختام، أشار ماك إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهّد من قبل بتوطيد العلاقات مع دول الخليج العربية. كما حث نتنياهو سنة 2014 المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للانضمام إليه في الحرب على الإرهاب، مضيفا أن إسرائيل كانت تبحث عن حلفاء وعندما تجدهم، فإنها لن تطرح الكثير من الأسئلة.