أعلن الرئيس
الجزائري عبد العزيز
بوتفليقة، الخميس، عن حداد وطني لثمانية أيام عبر كامل التراب الوطني ابتداء من غد الجمعة إثر وفاة حسين آيت أحمد، أحد قادة الثورة الجزائرية، والزعيم التاريخي
المعارض للنظام بالجزائر.
وقال بيان لرئاسة الجمهورية اليوم: "قرر رئيس الجمهورية حدادا وطنيا لثمانية أيام بعد وفاة المجاهد حسين آيت أحمد".
واعتبر الرئيس الجزائري، الفقيد آيت أحمد "قامة تاريخية بأبعاد إنسانية وسياسية" في رسالة تعزية وجهها الأربعاء، إلى عائلة الفقيد، قال فيها إن شخصية آيت أحمد "أخذت لها مكانا واسعا في تاريخ النضال الجزائري، بل في تاريخ كل حركات التحرر والانعتاق من ربقة الاستعمار في العالم".
وتابع بوتفليقة في رسالته: "لقد شاءت إرادة الله أن يرحل عنا المناضل التاريخي العظيم والزعيم الوطني الصرف، المغفور له وفقيد الجزائر الفذ حسين آيت أحمد، عطر المولى تربه وأكرم مثواه بعد نضال طويل ومرير في مقارعة الاستعمار داخل الوطن وخارجه".
وبالتوازي مع ذلك، فتحت قيادة حزب جبهة القوى الاشتراكية، اليوم، بمقرها، بيت العزاء، لرحيل زعيم الحزب المعارض بالجزائر منذ نشأته العام 1963، حيث التحق سياسيون ومثقفون ومجاهدون بالمكان لتوقيع سجل التعازي.
وقالت الأمينة العامة لحزب العمال المعارض بالجزائر إن الراحل آيت أحمد "عاش نظيفا ورحل نظيفا، ومكانه في سجلات التاريخ النظيفة"، مؤكدة في تصريح لـ"
عربي21"، خلال توقيعها على سجل التعازي، الخميس، أنه كان "من بين الذين دخلوا سجلات التاريخ على عكس آخرين"، وأن عزاء المجاهد آيت أحمد "ليس عزاء للعائلة والحزب فقط، وإنما عزاء للشعب الجزائري كله".
وبعث اليامين زروال، الرئيس الجزائري السابق، برسالة تعزية لعائلة الراحل، كتب فيها أن "الجزائر فقدت برحيل آيت أحمد حسين، آخر آباء الوطن". وتابع زروال بالرسالة: "آيت أحمد كان رمزا للمثابرة والالتزام الأخلاقي"، وأضاف: "بفقدانه تكون الجزائر قد فقدت آخر آبائها".
وأعلن وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية الجزائرية، أحمد أويحيى خلال تقديمه التعازي لعائلة آيت أحمد وقيادة حزبه، أنه "سيتم اتخاذ إجراءات فيما يخص تنظيم جنازة حسين آيت أحمد تكون في "مستوى قيمة المرحوم".
وقال محمد نبو، القيادي، بحزب آيت أحمد في تصريح لـ "
عربي21"، الخميس "إن الفقيد سيوارى الثرى بمقبرة مسقط رأسه ببلدة عين الحمام بمحافظة تيزي وزو"، ليضع بذلك حدا لجدل بشأن مكان تشييعه، بعد أن راجت أخبار حول احتمال تشييعه بالمغرب الأقصى، حيث شيع جثمان شقيقته في السابق، وبسبب موقفه الحازم المعارض للنظام الجزائري.
ولم تكن هناك أي جسور تواصل بين الزعيم المعارض والسلطة بالجزائر، منذ عقود، وخاض آيت أحمد سباق انتخابات الرئاسة بالجزائر عام 1999، إلى جانب الرئيس بوتفليقة، لكنه انسحب من السباق كون النتائج كانت محسومة سلفا لصالح بوتفليقة".
وقال أويحيى إنه "ستكون هناك إجراءات في مستوى قيمة المرحوم آيت أحمد". كما تابع أن "إعلان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن حداد وطني لمدة ثمانية أيام إثر وفاة المجاهد حسين آيت أحمد هو حداد رئيس دولة".
لكن وإن حظي الزعيم التاريخي المعارض بالجزائر، بحداد الرؤساء إلا أنه لن يشيع بـ"مربع الشهداء" بمقبرة "العالية بالعاصمة، وهو المربع المخصص للرؤساء والزعماء التاريخيين وكبار مسؤولي الدولة" لكن مصدرا مقربا من عائلة الراحل، أكد لـ"
عربي21"، أن آيت أحمد أوصى بأن لا يشيع بمقبرة
الزعماء".