مصريات يواجهن التحرش على طريقة "سلاحف النينجا" (فيديو)
القاهرة - الأناضول02-May-1510:03 AM
0
شارك
64 % من المصريات يتعرضن للتحرش في الشوارع - أرشيفية
لم تجد "كريمة"، الفتاة المصرية التي تضطرها ظروف العمل للعودة إلى منزلها في ساعة متأخرة من الليل، أمامها غير وسيلة واحدة تجنبها مخاطر ما قد تتعرض له، في طريقها اليومي، وهي تتعلم إحدى رياضات الدفاع عن النفس، التي اعتمد عليها أبطال المسلسل الكرتوني الأمريكي الشهير "سلاحف النينجا".
كريمة، الفتاة العشرينية، تقول لوكالة "الأناضول" بملامح تتحدى بها كل المضايقات اليومية: "نعم، فكرت في تعلم تلك الرياضة اليابانية (بودو تايجوتسو)، ولم لا، وهي وسيلتي في الدفاع عن نفسي، من الآن وصاعدا، في ظل كل حالة الانفلات التي نشهدها في الشارع؟".
تتابع كريمة، التي تعمل موظفة حكومية: "شعرت بحاجتي إلى حماية نفسي في ظل المناخ العام الذي نراه، وجرائم التحرش التي تزداد يوما بعد يوم، وقتها اتخذت قراري بالحضور إلى هذا المركز، وتعلم تلك الرياضة".
كريمة، وعشرات الفتيات غيرها، من اللواتي حضرن ورشة تدريبية مجانية لتلك الرياضة، في "مؤسسة اليابان للتدريب" (هيئة مستقلة متخصصة تم تأسيسها عام 1972 تحت رعاية وزارة الخارجية اليابانية) جمعهن نفس الهدف لتعلم تلك الرياضة، والتي تعني بالعربية (طريق القتال)، وهو حماية أنفسهن من التحرش وغيره من المضايقات التي قد يتعرضن لها في الشارع، وبخاصة أن تلك الرياضة لا تتطلب منهم حمل سلاح.
وتحتل مصر المركز الثاني عالميا، بعد أفغانستان، في قائمة الدول التي تعاني من التحرش، حيث إن 64% من المصريات يتعرضن للتحرش في الشوارع، سواء باللفظ أم بالفعل، وفقا لدراسة حديثة للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر (حكومي)، وهناك دراسات أخرى تحدثت عن نسب أعلى من ذلك.
يقول المصري تامر طلعت، مدرب الـ"بودو تايجوتسو" في "مؤسسة اليابان للتدريب، إن "هذه الرياضة تقوم على القتال الأعزل ضد شخص قد يحمل السلاح، وفيها يتعلم المتدرب كيف يتعامل مع مواقف مختلفة قد يواجهها في الشارع، كالسرقة بالإكراه أو التحرش بشكل يُمكّن الضحية من المعتدي".
يتابع طلعت، شارحا أسلوب عمله: "في مرحلة لاحقة يخضع المتدرب لدروس تدريبية في رياضة البودو تايجوتسو على كيفية التعامل مع أكثر من خصم مسلح، من خلال مهاجمة مناطق الأعصاب في جسم الإنسان بهدف إصابته بما يشبه الشلل المؤقت".
وعن دخول هذه الرياضة لمصر قال طلعت: "منذ خمس سنوات كانت البودو تايجوتسو وليدة في مصر، ولم يكن أحد يعرف عنها أي شيء؛ فبدأنا في محاولة نشرها بين الناس، وتدريب الراغبين في ذلك عليها، أما اليوم ونظرا للظروف الأمنية غير المستقرة التي تمر بها البلاد، وارتفاع معدلات التحرش في المجتمع، فقد بدأ الإقبال على هذه الرياضة يشهد ازديادا ملحوظا، لا سيما بين الفتيات، رغم أنها رياضة للرجال أيضا".
وتطرق المدرب الشاب للحديث عما وصفها بـ"الأفكار المغلوطة" لدى المجتمع المصري بشأن رياضات الدفاع عن النفس، وأبرزها أن هذه الرياضات تشجع الناس على ممارسة العنف؛ لكن مؤخرا بدأ الشباب عامة والفتيات خاصة يقبلون على تعلم رياضة الـ"بودو تايجوتسو" اليابانية بعدما أدركوا أن الهدف منها هو تشجيعهم على حماية أنفسهم لا على العنف.
ما يميز هذه الرياضة اليابانية الشهيرة عن باقي الرياضات القتالية أنها تجمع كل التكنيكيات القتالية التي تقوم عليها باقي ألعاب الدفاع عن النفس، وفق المدرب، فهي تجمع حركتي "الرمي والإخضاع" التي تقوم عليهما رياضة الجودو، مع "اللكم والركل" من رياضة الكيك بوكس، وكذلك "السيطرة عكس المفاصل"، من رياضة الآيكيدو، وهو من الفنون القتالية اليابانية.
المدرب لفت إلى أن المسلسل الكرتوني الأمريكي الشهير "سلاحف النينجا " قائم بالأصل على رياضة الـ "بودو تايجوتسو " باستثناء المشاهد غير الواقعية التي تطير فيها السلاحف أو تمشي فوق الماء، أما استخدام السيوف والسلاسل الحديدية والعصي فهو من صميم رياضة "البودو تايجوتسو "، لكن تم استبدالها؛ لأن الناس لا تستخدم هذه الأدوات في حياتها اليومية.