في تقرير لصحيفة "
فاينانشال تايمز" البريطانية عن الأزمة في
غزة قالت فيه "كلما اندلع القتال في السنوات الماضية بين حماس وإسرائيل انبرت المخابرات
المصرية للوساطة لتحقيق تهدئة ولوقف القتل.
ولكن هذه المرة وبعد أن صعّدت إسرائيل من حملتها الجوية "ضد المتطرفين" في غزة الجارة، وقتلت العديد من الفلسطينيين يبدو أن القاهرة تتخذ موقفا مغايرا للمرات السابقة، وتدعو الطرفين لإعادة الهدوء؛ دون أن تدخل في مفاوضات مع أحد.
وأضافت "الذي يفهم من هذا أن إدارة عبدالفتاح
السيسي، الذي أطاح بحكومة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي حليف حماس، لا تريد أن تتدخل وتوفر على حماس هزيمة نكراء على يد إسرائيل".
ويعلق دبلوماسي غربي على ذلك بالقول "من الواضح أن ما حصل أثر على الدور المصري" في إشارة إلى الإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين.
وأشار إلى أن جهود مصر الدبلوماسية لم تكن "على نفس المستوى من التفاعل"، كما كانت قبل 18 شهرا عندما ساعد مرسي في الوساطة لتهدئة أوقفت الهجمة الإسرائيلية على غزة وحصل على تنازلات لصالح حماس.
ولكن موقف مصر الرسمي من حماس تصلب، وعادة ما تهاجم الحركة في الإعلام المصري وتتهم بالتآمر على مصر، فيما يواجه مرسي تهمة بالخيانة تتعلق بالتخابر مع حماس ضد المصالح المصرية.
ويقول بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية، إن مصر تقوم باتصالات دبلوماسية على كل المستويات؛ لوقف الحملة على غزة، ولكنه رفض الحديث عما إذا كان هناك أي وساطات تقوم بها المخابرات المصرية والتي كان لها سجل في هذا المجال في الماضي.
ويبدو أن المخابرات المصرية طلبت من حماس التوقف عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بحسب مصادر أخرى ولكن المحللين يقولون بأن القاهرة غير مستعدة لمساعدة حماس للحصول على تنازلات تحفظ بها ماء وجهها في أي اتفاقية تهدئة محتملة.
وبحسب روبرت دانين، المحلل في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن: "حماس تريد فوائد ملموسة، شيء تستطيع أن تشير إليه كإنجاز من هذه الجولة من العنف .. وهذا شيء لا أتوقع أن ترغب الحكومة المصرية في حصوله".
وقد فتحت مصر معبر رفح الخميس للسماح للجرحى الفلسطينيين بالعبور إلى مصر، ولكن المراقبين لا يتوقعون استعداد السلطات المصرية للسماح بساعات فتح أطول للمعبر كما يتوقع أن تسعى حماس لتحقيقه في أي اتفاقية تهدئة.
فبالإضافة للرغبة في إبقاء الضغط قائما على حماس، فإن القاهرة تخشى إن فتحت المعبر أن تتخلى إسرائيل عن مسؤوليتها كبلد محتل تجاه غزة وتلقي بالحمل على عاتق مصر.
ويضيف المسؤولون المصريون لجملة أسباب إغلاق المعبر أسبابا أمنية لها علاقة بما يجري في سيناء، حيث تحولت لمركز نشاط المتشددين الإسلاميين.
ورغم تردد مصر في التدخل في الأزمة الحالية؛ إلا أن محللين يقولون إنها قد تتدخل حال قامت إسرائيل بغزو بري، أو ارتفع عدد الضحايا بشكل أغضب الرأي العام المصري.
وفي الوقت الحالي ينشغل المصريون بمشاكلهم اليومية، فيما تبرز بعض المواقف العدوانية من حماس بسبب علاقتها مع الإخوان المسلمين.
وتنقل عن مايكل حنا، وهو باحث مصري في معهد القرن الأمريكي "هناك جيوب من الكراهية الحقيقية لحماس في المجتمع المصري، وهو ما لم يلاحظ في الماضي" و "لكن هذا له حدوده حالة تصاعد العنف أكثر؛ لأن التفريق الحالي بين حماس والفلسطينيين سيزول: فالضحية في النهاية هو فلسطيني".