إحباط إسرائيلي من قدرة "حماس" على إسناد الفلسطينيين في ذروة الحرب

بعد أكثر من سبعة أشهر على اندلاع العدوان على غزة، وسقف الأهداف العالي الذي رفعه الاحتلال متمثلا بالقضاء على "حماس"، وتفكيك قدراتها العسكرية والسلطوية، وما مُني به من إخفاقات وتراجعات، فقد بدأت آلته الدعائية تتحدث عن ضرورة أن يغير جيش الاحتلال استراتيجيته على الفور، وبمقتضى هذا التغيير يكون هدف الحرب عزل "حماس" وليس تدميرها، وليس استمرار النشاط العسكري ضد كتائب "حماس" المتبقية، وإلا فسيبقى الاحتلال يدور في ذات التفكير السطحي الذي لا يتناسب مع واقعه المعقد، والروايات الكاذبة.

وأكد نائب رئيس القطاع الفلسطيني السابق في شعبة التخطيط بجيش الاحتلال، والضابط الكبير السابق في المخابرات البحرية، الضابط عاميت ياغور، أنه "بعد مرور 210 أيام على حرب غزة فإننا مطالبون بوضع الأمور في نصابها الصحيح، لأن توقع حدوث مواجهة عسكرية إسرائيلية ضد كتائب "حماس" في رفح، استعدت لها الحركة مسبقا، وحتى لو ضعفت قوتها بشكل كبير، فإن مثل هذه العملية سوف تستغرق وقتا، وبثمن باهظ بالنسبة لـ"إسرائيل"، ولن تدفع الحركة إلى الاستسلام أو التسوية في صفقة الرهائن".

اظهار أخبار متعلقة

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "البديل العملي للقضاء على ’حماس‘ بعد عدم تحققه، هو عزلها الفعلي في رفح عن جنوب وشمال القطاع، ما سيعطيها إشارة واضحة إلى احتمالات إنهاء الحرب، ما سيؤدي إلى ضغط شديد عليها، واستعداد شبه فوري للسير باتجاه صفقة رهائن جديدة، مع التنازل عن شروطها، بانتظار أن تعود الحكومة الإسرائيلية إلى رشدها، بزعم أن مصلحة الحركة العليا والحصرية تقريبا هي البقاء مسيطرة على غزة، لأن انتصارها في الحرب يكمن في بقائها في السلطة، مع التركيز على قدراتها العسكرية، يكون عنصرا مكتسبا جديدا بالنسبة لها يمكن إكماله بمرور الوقت".

اظهار أخبار متعلقة

وأشار إلى أن "التجربة السابقة أثبتت أن ’حماس’ عقب خروج قوات الاحتلال من كل منطقة تعود معظم قواتها المقاتلة إليها، وتتجه معظم طاقتها لرعاية المدنيين الفلسطينيين من خلال توليها السيطرة على الغالبية العظمى من المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، حيث تكون قواتها مجهزة بإمدادات منتظمة، بهدف حفاظها على صورة سيادتها أمامهم، بحيث يدرك الفلسطينيون أن من يوزع المواد الغذائية والإمدادات هي ’حماس’ التي أرسلت منذ فترة طويلة أعضاء لجانها المدنية إلى شمال القطاع، وأن دورهم هو رعاية المدنيين وحياتهم اليومية في أوقات الأزمات خاصة ترميم البنية التحتية وإزالة الأنقاض وفتح أسواق جديدة وإعادة فتح رياض الأطفال".

وتشير هذه القراءة الإسرائيلية إلى أن "حماس" التي تستثمر الكثير من الموارد للحفاظ على صورة سيادتها في قطاع غزة، يجعل من الرواية الإسرائيلية حول القضاء عليها وتدميرها، ليس أكثر من خداع ملفت للنظر، ما يجعل الجمهور الإسرائيلي أمام روايات سطحية وخاطئة يحاول الجيش والحكومة اختلاقها لتضليل الإسرائيليين، وإيهامهم أن الأثمان الفادحة التي دفعوها خلال الحرب لم تذهب سدى، وهذه الخديعة لن تستمر طويلا.