قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن ما كشفته صحيفة
هآرتس في تحقيقها حول وفاة 27 فلسطينيا اعتقلوا من قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر
يؤكد الحاجة الملحة إلى ضرورة إخضاع المعسكرات التي يعتقل فيها هؤلاء للرقابة
والتفتيش من أجل توفير الحماية الجسدية والنفسية وسبل الحياة والرعاية الصحية
اللازمة.
وأضافت المنظمة في بيان لها اليوم الجمعة أرسلت نسخة منه لـ
"عربي21"، أن قوات
الاحتلال اعتقلت المئات في إطار حرب الإبادة التي
شنتها على قطاع غزة وجاء هذا التحقيق كنوع من التسريب لشرعنة وغسل جريمة بشعة نفذها الاحتلال بأوامر عليا من المستوى السياسي، فالمشرفون على التحقيق تعمدوا
استخدام كلمة وفاة وتجاهل كلمة قتل لإيهام الرأي العام الدولي أن فقدان هؤلاء
الضحايا لحياتهم كان نتيجة أمراض سابقة أو إصابة خلال الحرب ولم تنجح محاولات
علاجهم مما أدى إلى وفاتهم!
وبينت المنظمة أنه على الرغم من بيان التحقيق أن المعتقلين يقضون
يومهم مكبلين ومعصوبي الأعين في معسكرات ويتعرضون للضرب والإهانة إلا أنه تجاهل أن
يكون التعذيب وسوء الأحوال المعيشية والإهمال الطبي هي السبب المباشر الذي أدى إلى
وفاتهم بهدف تبرئة هذا الجيش الفاشي من جريمة قتلهم.
وأوضحت المنظمة أن ما يكذب مقولة الوفاة ويؤكد عملية القتل الناجز أو
البطيء هو شهادات كثير من الأسرى نساء ورجالا وكبارا في السن تحدثوا عن التعذيب
الشديد الذي تلقوه على أيدي الضباط والجنود الإسرائيليين وأن آثار هذا التعذيب
بادية بشكل واضح على أجسادهم وقد أكد الناجون أنهم شاهدوا أسرى لفظوا أنفاسهم الأخيرة أمامهم.
وشددت المنظمة على أن المئات الذين اعتقلوا وتم ترحيل جزء منهم إلى قواعد
عسكرية كما ورد في التحقيق بحاجة ملحة إلى أن يقوم وفد دولي بزيارتهم للإطلاع على
أحوالهم والعمل بشكل جاد على إطلاق سراحهم فهؤلاء مدنيون اعتقلوا بدافع القيام
بجريمة الإبادة الجماعية.
ونوهت المنظمة إلى أن أي محاولة لتبرئة جنود وضباط الاحتلال من الجرائم
المرتكبة خلف الأسوار في السجون والقواعد العسكرية هي محاولات بائسة فقد ارتكب
هؤلاء في الميدان أبشع الجرائم ورأينا أفلاما موثقة لتعرية الضحايا والتنكيل بهم
كما أن هناك مقابر جماعية لضحايا تبين أنه تم تصفيتهم بعد تكبيل أيديهم للخلف
وتعصيب أعينهم.
وأكدت المنظمة أن من يرتكب المجازر والمذابح طوال الخمسة أشهر والتي
راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وتحول خلالها القطاع إلى ركام وعملية
التجويع الممنهجة بحق السكان لن يتوانى عن تعذيب معتقلين في قبضته حتى الموت، وفق
البيان.
وكشف تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن 27 معتقلا
فلسطينيا من غزة توفوا أثناء احتجازهم في معتقلات إسرائيلية منذ اندلاع الحرب على
القطاع.
وقالت الصحيفة، أمس الخميس: "توفي 27 معتقلا من غزة أثناء
احتجازهم في منشآت عسكرية إسرائيلية منذ اندلاع الحرب" في 7 أكتوبر/تشرين أول
الماضي.
وأضافت: "توفي المعتقلون في معتقلي سدي تيمان وعناتوت أو أثناء
التحقيق معهم في الأراضي الإسرائيلية".
وأشارت إلى أنه "منذ بداية الحرب، احتجز الجيش معتقلين من غزة
في معسكرات اعتقال مؤقتة في قاعدة سدي تيمان، وبموجب تعديل للقانون تم إقراره
أثناء الحرب، يمكن احتجاز المعتقلين لمدة تصل إلى 75 يومًا دون رؤية قاض".
ولفتت الصحيفة، إلى أن بعض المعتقلين (لم تحدد عددهم) تم إطلاق
سراحهم وإعادتهم إلى غزة".
وفي ديسمبر/كانون الأول، كشفت صحيفة "هآرتس" أن المعتقلين
في "سدي تيمان" كانوا محتجزين مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين طوال اليوم.
وكشفت صور نشرتها صحيفة "هآرتس" في وقت لاحق كيف يبدو
الموقع الذي تم احتجاز المعتقلين فيه.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات
آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء ودمارا هائلا بالبنية التحتية وكارثة إنسانية،
الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب
"إبادة جماعية".
إقرأ أيضا: الاحتلال يعدم فلسطينيا أثناء اعتقاله في جنين ويحتجز جثمانه