أثارت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا
برافرمان، جدلا، بعد تصريحات لها امتدحت فيها كاتبا
بريطانيا، يمتلك سجلا في
الكراهية ضد المسلمين، وحمل آراء توصف بقربها من
اليمين المتطرف.
وأشار موقع "
ميدل إيست آي"، في
تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن برافرمان، كانت تتحدث أمام البرلمان، عن
إصلاحات "استراتيجية مكافحة الإرهاب"، وقالت إنه لم يكن ينبغي ذكر اسم
دوغلاس موراي، في ورقة تحليلية لوزارة الداخلية، حول الشخصيات الجماهيرية
المتعاطفة مع اليمين المتطرف، والمؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي".
كما أعربت برافرمان، عن رفضها إدراج النائب
المحافظ جاكوب، ريس موغ، وهو وزير سابق، ومن أشد الداعمين للبريكست، ضمن القائمة
المشار إليها.
وامتدحت وزيرة الداخلية موغ وموراي، وقالت؛ إنهم يعبرون عن وجهات نظر سياسية، متبصرة ولائقة تماما، وتابعت: "قد يختلف
الناس معهم، لكنهم ليسوا متطرفين بأي حال من الأحوال، ولا ينبغي التقليل من شأنهم
على هذا النحو مرة أخرى".
إظهار أخبار متعلقة
ولقيت تصريحات برافرمان، إدانات، خاصة من قبل
المجلس الإسلامي في بريطانيا "MCB"،
الممثل لمئات
المنظمات الإسلامية والمساجد في أنحاء المملكة المتحدة.
وقال متحدث باسم المجلس للموقع؛ إن دفاع
وزيرة الداخلية عن آراء موراي، باعتبارها تيارا سائدا، يحمل
خطورة".
وأضاف المتحدث أنه لا يجب الشك في أن آراء
موراي، ليست بعيدة كل البعد عن الاتجاه السائد، بأنهم متطرفون ومعادون للإسلام
بعنف".
وأعاد التذكير بخطاب ألقاه موراي، عام 2006، دعا فيه إلى جعل الظروف أكثر صعوبة أمام المسلمين في أوروبا، فضلا عن وصف
المسلمين، بأنهم "قنبلة ديموغرافية موقوتة"، إضافة إلى دعوته لهدم
المساجد.
وكانت برافرمان تعرضت
لانتقادات، من قبل المجلس الإسلامي، في أيار/مايو الماضي، بعد تأييدها موراي، في خطاب
بالمؤتمر الوطني لحزب المحافظين.
كما واجهت برافرمان إدانات من قبل سعيدة
وارسي، الرئيسة السابقة لحزب المحافظين والعضو عنه في مجلس اللوردات.
وكتبت وارسي على وسائل
التواصل الاجتماعي؛ "إن بلادنا تمزق بشكل مأساوي من قبل مشعلي الحرائق، الذين
يتنكرون في زي الوطنيين؛ السياسيين المثيرين للانقسام الذين يزرعون بذور السخط،
ويروجون للحروب الثقافية التي تشعل النار في بلادنا".
وفي منشور على وسائل
التواصل الاجتماعي يوم الخميس، شكر موراي برافرمان على بيانها
وعلق بالقول: "حاول أحد المارقين، في
وايتهول سابقا، التظاهر بأنني وريس موغ، نحمل وجهات نظر متطرفة، وليست سائدة، أنا
سعيد بتوضيح هذا الأمر في المحضر".
وأشار الموقع إلى أن وحدة الأبحاث والمعلومات
والاتصالات، التابعة لوزارة الداخلية البريطانية، لاقت انتقادات بعد اعتبارها موراي، من ضمن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الوطنيين.
ولفت "ميدل إيست آي" إلى أنه نشر العديد من التقارير سابقا، التي
تفيد بأن وحدة الأبحاث، كان لها دور في إنشاء حملات دعاية سرية، تستهدف المسلمين
في بريطانيا والجمهور في الشرق الأوسط.
وقالت برافرمان؛ إن
الوحدة فشلت في الماضي، في التمييز بصورة واضحة، بين التعليقات المحافظة، واليمين
المتطرف.
وكانت مراجعة وليام
شوكروس، لبرنامج "بريفينت" (أطلقته الحكومة لمنع مشاركة المواطنين البريطانيين في أعمال مرتبطة بالإرهاب، وإلى الكشف عن أصحاب الميول المتطرفة). وآرائه بشأن كيفية التعامل مع اليمين المتطرف،
سببا في انتقادات واسعة وغضب من قبل المنظمات الإسلامية ومنظمات مجتمع مدني، في ظل
آراء سابقة له اعتبرت معادية للإسلام.
ودعا شوكروس برنامج
"بريفينت" إلى إعادة التركيز على معالجة "الأيديولوجية الإسلامية
المتطرفة"، وأشار إلى أن "الحملة الإسلاميين" كانت في حد ذاتها سببا
لانتقاد هذه الاستراتيجية.
وقالت برافرمان؛ إنه
استجابة لتوصيات شوكروس، تم إنشاء وحدة متخصصة داخل وزارة الداخلية "لدحض
ومواجهة المعلومات غير الدقيقة حول برنامج المنع بسرعة".
وشنت برافرمان هجوما على منظمتي كيغ وميند للمسلمين، بسبب حملتهما على برنامج "بريفينت"، اللتين جرى استهدافهما من قبل شوكروس
في تقريره عن البرنامج.
إظهار أخبار متعلقة
وقالت وزيرة الداخلية؛ إن "الجماعات
المتطرفة والمناهضة للبرنامج، شنت حملات كاذبة وخبيثة لتشويه سمعته، على اعتبار
أنه مناهض للمسلمين من أجل تقويض عمله".
ونقل الموقع عن متحدث باسم منظمة ميند؛ إن
هجوم وزير الداخلية السخيف علينا، إلى جانب دفاعها بشراسة عن موراي، يشير إلى
تورطها في مثل يمينية خطيرة.
وأضاف: "إذا كان
موراي الشخص الذي اختارت وزيرة الداخلية، الدفاع عنه باعتباره صوتا من اليمين
السائد، فيجب على المسلمين الشعور بالقلق بشأن مستويات
الإسلاموفوبيا، التي
تعتبرها الحكومة مقبولة".
وعلق رئيس قسم الدعوة في منظمة
"كيغ" أنس مصطفى، بالقول: "معظم المراقبين، يدركون أن أيديولوجيين
خطرين، تسللوا إلى وايت هول".
ولفت إلى أن مراجعة شوكروس، لبرنامج "بريفينت"،
يمثل اتجاها خطيرا في التحريض على التحيز ضد المسلمين، لإنقاذ البرنامج.
من جانبها قالت مديرة منظمة "منع
المراقبة"، ليلى آيت حاج، وهي مؤلفة مشاركة لمراجعة بديلة لاستراتيجية وزارة
الداخلية؛ إنها تتوقع تزايد واستمرار الإحالات المغلوطة، والانتهاكات الحقوقية،
نتيجة لإصلاحات الاستراتيجية.
وشدد على أن تأكيد
برافرمان، أن آراء موراي هي اللائقة والسائدة، يعد انعكاسا مخيفا لآرائها
المثيرة للقلق، ويعزز حقيقة أن برنامج "بريفينت" يعمل كأداة سياسية.