أغلقت السلطات العسكرية في
النيجر المجال الجوي للبلاد، وشددت الإجراءات الأمنية في قطاعات واسعة، ترقبا لرد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "
إيكواس"، بعد انقضاء المهلة التي منحتها للمجلس العسكري في النيجر لإعادة الرئيس المعزول، محمد بازوم إلى منصبه.
وردا على تجاهل مجلس النيجر العسكري للمهلة التي انقضت الأحد، ورفضه الانصياع للضغوط الخارجية للتنحي، قالت إيكواس إنها ستصدر بيانا حول خطواتها التالية، والتي يرجح أن تشمل تحركا عسكريا.
واتخذت المجموعة موقفا متشددا حيال الانقلاب، وهو السابع الذي تشهده المنطقة خلال ثلاث سنوات. ونظرا لثروات النيجر من اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في حرب دائرة مع متطرفين، فإن الدولة تحظى أيضا بأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا.
ومع انتهاء المهلة أمس الأحد، فقد أغلق المجلس العسكري المجال الجوي للنيجر حتى إشعار آخر، وأرجع هذا إلى التهديد المتزايد بالتدخل العسكري.
اظهار أخبار متعلقة
ومن شأن تصعيد المواجهة مع "إيكواس" أن يفاقم الاضطرابات في واحدة من أفقر مناطق العالم، والتي تعاني من أزمة جوع وتكافح لإنهاء أعمال عنف أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح.
واتفق مسؤولو دفاع من إيكواس على خطة لعمل عسكري محتمل، بما في ذلك وقت الضربة ومكانها، إذا لم يتم الإفراج عن بازوم وإعادته إلى منصبه.
زيارة تضامنية مع نيامي
وقد يواجه أي تدخل عسكري تعقيدات بعدما تعهد المجلسان العسكريان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين بالدفاع عن النيجر إذا لزم الأمر.
والاثنين، أعلن الجيش المالي أن باماكو وواغادوغو بصدد إرسال وفد رسمي مشترك الى نيامي "تضامنا" مع النيجر في ظل تلويح دول في غرب أفريقيا بتدخل عسكري لمواجهة الانقلاب على الرئيس محمد بازوم.
وقال أحد أركان المجلس العسكري المالي الكولونيل عبد الله مايغا، إن "بوركينا فاسو ومالي بصدد إرسال وفد الى نيامي يرأسه وزير مالي، بهدف إظهار تضامن هذين البلدين مع شعب النيجر الشقيق".
وقالت إيطاليا الأحد إنها خفضت عدد قواتها في النيجر لإفساح مكان في قاعدتها العسكرية للمدنيين الإيطاليين الذين قد يحتاجون إلى الحماية إذا تدهور الوضع الأمني.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في مقابلة نُشرت اليوم الاثنين إن على إيكواس تمديد مهلة إعادة بازوم إلى منصبه.
وتابع تاياني لصحيفة لاستامبا: "السبيل الوحيد هو الدبلوماسية. أتمنى تمديد مهلة إيكواس، التي انتهت الليلة الماضية في منتصف الليل".
ومضى قائلا: "يتعين في الحقيقة إطلاق سراح (بازوم) لكن لا يمكننا فعل ذلك. الولايات المتحدة حذرة للغاية بهذا الشأن ولا يمكن تصور أنها ستبدأ تدخلا عسكريا في النيجر".
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الجمعة إلى "العودة الفورية لحكومة النيجر المنتخبة ديمقراطيا"، وقال إن الولايات المتحدة ستوقف بعض برامج المساعدة الخارجية التي تستفيد منها حكومة النيجر.
اظهار أخبار متعلقة
مظاهرات مؤيدة
والأحد، احتشد عشرات الآلاف في النيجر، داخل أكبر ملاعب كرة القدم في البلاد، تأكيدا لدعمهم للانقلاب العسكري.
وجاء احتشاد عشرات الآلاف في الملعب الواقع بالعاصمة نيامي، تلبية لدعوة وجهها "المجلس الوطني لحماية الوطن". قبل وقت قصير من انتهاء المهلة التي منحتها "إيكواس".
وامتلأ ملعب "سيني كونتشي" الذي يتسع لـ 30 ألف شخص، بمؤيدي الانقلاب العسكري، حيث راحوا يصفقون لأعضاء "المجلس الوطني لحماية الوطن" الذين قدموا استعراضاً داخل الملعب.