صحافة دولية

WP: الولايات المتحدة تتعامل بازدواجية مع الانقلابات.. النيجر مثالا

إدانات عالمية تهديد إفريقي بتدخل عسكري عقب الانقلاب في النيجر- جيتي
إدانات عالمية تهديد إفريقي بتدخل عسكري عقب الانقلاب في النيجر- جيتي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للصحفيين كارين يونغ ودان لاموث ومايكل بيرنبوم تناولوا فيه الموقف الأمريكي من الانقلاب في النيجر بعد إعلان الولايات المتحدة،  تعليق التعاون الأمني مع القوات العسكرية في النيجر، في اعتراف جديد بخطورة الأوضاع على الأرض في الوقت الذي تكافح فيه إدارة بايدن بشأن كيفية الرد على الانقلاب.

وقال الجنرال باتريك رايدر للصحفيين إن الأنشطة المشتركة، بما في ذلك التدريب الأمريكي للجنود النيجريين، "تم تعليقها في ضوء الوضع". 

اظهار أخبار متعلقة



وأكد التقرير، أن الإدارة الأمريكية كانت مترددة في وصف الأحداث في النيجر بأنها انقلاب وهو التصنيف الذي قد يتطلب بموجب القانون الأمريكي وقف المساعدة الأمنية والاقتصادية. 

وعزا المقال التردد الأمريكي إلى الدور الرئيسي للبلاد كحليف غربي في عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، حيث ينشط تنظيم الدولة والقاعدة والجماعات الأخرى، فضلا عن مكانة النيجر كواحدة من الديمقراطيات القليلة المتبقية في منطقة مزقتها الانقلابات العسكرية.

وذكرت الصحيفة، أن واشنطن نظرت إلى النيجر  على أنها مركز ديمقراطي يبعث على الأمل في المنطق، بعد أن استثمرت بعمق في علاقتها مع بازوم، الذي تولى منصبه في عام 2021 في أول انتقال ديمقراطي للسلطة منذ استقلال النيجر عن فرنسا في عام 1960.

وأردفت، أن صانعي السياسة الأمريكيين يقولون الآن إنهم يواجهون خيارات قد تؤدي فيها خطوة خاطئة إلى جعل الوضع أسوأ، حتى وهم يأملون في أنه لم يفت الأوان بعد لإعادة الزعيم المنتخب ديمقراطيا إلى السلطة.

قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية: "نعتقد أنه من المصداقية أن نرى ما إذا كان بإمكاننا إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح. لا نعتقد أن [الإطاحة بزوم] ناجح تماما ونعتقد أن هناك فرصة ضيقة لعكس ذلك".

جاءت تصريحات البنتاغون في الوقت الذي بدأت فيه طائرات عسكرية فرنسية إجلاء مواطنين أوروبيين من المطار الدولي في نيامي، عاصمة النيجر، بعد أن هاجم متظاهرون يوم الأحد السفارة الفرنسية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في وقت سابق في إفادة منفصلة للصحفيين إن الولايات المتحدة، بينما حثت الأمريكيين هناك على تجنب "التحركات غير الضرورية" والانتباه إلى تنبيهات سلامة السفارات، إلا أنها لم تشارك في عملية الإجلاء.

وأضاف كيربي: "ليس لدينا أي مؤشرات على وجود تهديدات مباشرة للمواطنين الأمريكيين أو لمنشآتنا ولكننا نراقب ذلك حرفيا كل ساعة"، وإذا تغير الوضع "أنا متأكد من أنه سيكون لدينا المزيد لنقوله عن ذلك". 

من جانبها أرسلت فرنسا رسائل إجلاء لمواطنيها بالبريد الإلكتروني بعد هجوم السفارة، حيث ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، إنها ستساعد الأوروبيين الآخرين على مغادرة البلاد. وأشارت ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا إلى أنه يتعين على مواطنيها مغادرة البلاد، وفق التقرير.

اظهار أخبار متعلقة



وأكد تقرير الصحيفة الأمريكية، أن واشنطن بذلت جهودا مكثفة لإقناع قادة جيش النيجر - الذي لم يتدخل ضد الحرس الرئاسي، لكن موقفه لا يزال غير واضح - والدول المجاورة للضغط على المجلس العسكري الحاكم الذي نصب نفسه على التنحي وإعادة بازوم إلى الرئاسة.

وعن الوجود الأمريكي في النيجر قالت الصحيفة أن الولايات المتحدة تمتلك قاعدتين عسكريتين هناك، ويوجد حوالي 1000 جندي أمريكي هناك لأغراض مكافحة الإرهاب والعمليات المشتركة مع القوات العسكرية في النيجر. 

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي عدم وجود أي نية أمريكية باستخدام قواتها هناك للمساعدة في إجلاء رعايا الدول الأخرى، كما لم يتم التطرق لنشر قوات إضافية في النيجر.

وأضاف كيربي أن دول غرب إفريقيا التي هددت بالتدخل عسكريا لإعادة بازوم لمنصبه من حقها التحدث بخططها لكن ما زال هناك نافذة للدبلوماسية وهذا ما تركز عليه واشنطن.

وعن التدخل الروسي قال كيربي "لا يوجد ما يشير إلى أن روسيا كانت وراء ذلك أو تدعمه ماديا بأي شكل من الأشكال أو أنها مسؤولة عما يحدث"، بالرغم من رقع متظاهرين لأعلام. روسيا خلال تظاهرة الأسبوع الماضي.

ولدى سؤال الجنرال رايدر، يوم الثلاثاء عما إذا كان التعليق يؤثر على عمليات مكافحة الإرهاب الإقليمية طويلة الأمد ورحلات مُسيّرات الاستطلاع التي تنطلق من القواعد الأمريكية في النيجر، اعتذر عن الرد، قائلا إنه "لن يتحدث عن" العمليات الاستخباراتية، وفق التقرير.

وأضاف رايدر "تركيزنا الآن هو التأكد من أن قواتنا ستظل آمنة، وأننا نواصل تقييم الوضع. لا يزال الوضع متقلبا. نعتقد أنه من السابق لأوانه وصف طبيعة التطورات الجارية".

وأشار التقرير إلى بند في ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية يمنع إنفاق أي أموال مخصصة "لتمويل مساعدات مباشرة لحكومة أي بلد تم عزل رئيس حكومته المنتخب حسب الأصول بموجب مرسوم أو انقلاب عسكري أو انقلاب يلعب فيه الجيش دورا حاسما". 

وينطبق هذا البند أيضا على معظم المساعدات العسكرية، التي بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 500 مليون دولار للتدريب والمعدات للنيجر منذ عام 2012، بحسب ماجاء في التقرير.

اظهار أخبار متعلقة



وأردفت الصحيفة، "على مدى العقد الماضي، تم تنفيذ تفويض الكونغرس مؤقتا لست دول ثم رفعه بعد الانتخابات، وفقا لخدمة أبحاث الكونغرس. لكن تم تجنبه، على الرغم من الاستيلاء العسكري، في كثير من البلدان الأخرى".

وأشهر مثال على ذلك كان مصر، وهي متلق رئيسي للمساعدات العسكرية الأمريكية وشريك أمني أطاح الجيش بحكومتها المنتخبة في عام 2013، بحسب واشنطن بوست.

وذكرت الصحيفة بتصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية في عهد أوباما جين بساكي، عندما واجهت إدارة أوباما انتقادات لتجاهلها القانون، حيث قالت،  إن المسؤولين قرروا أننا لن نتخذ قرارا بشأن ما إذا كان الانقلاب قد حدث، مشيرة إلى أن الوضع معقد بسبب الالتزامات القانونية ومصالح الأمن القومي وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي".

وقال التقرير، "بعد عقد من الزمان، لا يزال عبد الفتاح السيسي، الجنرال المتقاعد الذي قاد الانقلاب، رئيسا لمصر".

وختمت الصحيفة قائلة، أن المشرعين الأمريكيين أدرجوا بندا يسمح بتجاوز "قيود الانقلاب، حيث ذكر أحد مساعدي مجلس الشيوخ المطلعين على البند إنه يسمح للرئيس بتجاوز التفويض، لجميع أو بعض برامج المساعدة، حتى لو تم الإعلان عن انقلاب، لأسباب تتعلق بالأمن القومي بعد التشاور مع الكونغرس.
التعليقات (0)