أحرق المحتجون في
بيرو، الجمعة، أحد
أقدم المباني في العاصمة
ليما بعد ليلة من
الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي عمت
أنحاء البلاد، في الوقت الذي تعهدت فيه الرئيسة دينا
بولوارتي بانتهاج أسلوب أكثر
صرامة ضد "المخربين".
واندلعت الاحتجاجات ضد بولوارتي بعد إقالة الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو في السابع من كانون الأول/ ديسمبر وتوقيفه بتهمة محاولة الانقلاب عبر سعيه لحل البرلمان الذي كان يستعد للإطاحة به من السلطة.
وتولت بولوارتي التي كانت نائبة للرئيس كاستيو، الرئاسة خلفا له بموجب الدستور. وهي تنتمي إلى حزبه السياسي اليساري نفسه. لكن المتظاهرين الذين يعتبرونها "خائنة" يطالبون برحيلها وبإجراء انتخابات فورية.
وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل 59 شخصا حتى الآن.
وتحقق السلطات في الأسباب التي أدت إلى
اشتعال النار في قصر عمره ما يقرب من قرن في وسط ليما، وأبدت أسفها لخسارة
"أصول ضخمة".
إظهار أخبار متعلقة
ونفت الحكومة ما تردد عن أن الحريق
الذي لم يسفر عن وقوع إصابات، نتج عن قنبلة غاز مسيل للدموع ألقتها الشرطة خلال
الاشتباكات العنيفة.
ووقع الحادث بعد أن تظاهر الآلاف في
ليما في وقت سابق هذا الأسبوع، مطالبين بتغيير شامل ولإبداء غضبهم من زيادة حصيلة
القتلى في الاحتجاجات التي ارتفعت رسميا إلى 45 يوما، الخميس الماضي.
في الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات جديدة
في مدينة أريكيبا بين المتظاهرين والشرطة، فيما تم تعليق العمل في المطار الرئيسي
بالمنطقة الخميس الماضي.
وكانت الحكومة قد مددت هذا الأسبوع
حالة الطوارئ إلى ست مناطق.
وكانت حكومة بيرو أعلنت منتصف الشهر
الجاري، حالة الطوارئ لمدة 30 يوما في عدة مناطق، بما فيها العاصمة ليما، وسط
استمرار الاحتجاجات المطالبة باستقالة رئيسة البلاد.
كما فرضت السلطات البيروفية حالة الطوارئ
في مدن كوسكو، وكالاو وبونو.
وترفض بولوارتي دعوات الاستقالة وإجراء
انتخابات مبكرة، ودعت بدلا من ذلك إلى إجراء حوار، ووعدت بمعاقبة المتورطين في
الاضطرابات.
إظهار أخبار متعلقة
وأشار بعض السكان المحليين بأصابع
الاتهام إلى بولوارتي "لعدم اتخاذ أي إجراء" لقمع الاحتجاجات، التي بدأت
في السابع من كانون الأول/ ديسمبر الماضي؛ ردا على الإطاحة بالرئيس السابق بيدرو
كاستيلو واعتقاله، بعد محاولته حل الكونغرس بشكل غير قانوني.
واتهمت جماعات حقوق الإنسان الشرطة
والجيش باستخدام الذخيرة الحية. وتقول الشرطة؛ إن المتظاهرين استخدموا أسلحة
ومتفجرات محلية الصنع.
وقالت النائبة العامة البيروفية
باتريسيا بينافيديس في الحادي عشر من الشهر الجاري؛ إنها قرّرت فتح تحقيق في حقّ
كلّ من الرئيسة بولوارتي ورئيس الوزراء ألبرتو أوتارولا ووزير الداخلية فيكتور
روخاس ووزير الدفاع خورخي تشافيز.
ويشمل التحقيق تهم ارتكاب "إبادة
جماعية وجريمة قتل موصوفة والتسبب بجروح خطرة خلال تظاهرات شهري كانون الأول/ ديسمبر
2022 وكانون الثاني/ يناير 2023 في مناطق أبوريماك وليبرتاد وبنون وخونين واريكويبا
وأياكوتشو.
وأضافت أنّ التحقيق الأولي يستهدف
أيضاً كلا من رئيس الوزراء السابق بيدرو أنغولو ووزير الداخلية السابق سيزار
سرفانتس، اللذين تولّيا مسؤوليات في حكومة بولوارتي بين 7 و21 كانون الأول/ ديسمبر
الماضي.