هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتقد نشطاء وحقوقيون مساعي بعض الحكومات الغربية لتجريم حركات ودعوات مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أنه يخالف القانون الدولي، ويضر بالعدالة حول العالم، فضلا عن أنه يتناقض مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ودعا النشطاء والحقوقيون إلى عدم الاكتراث لهذه المساعي، والاستمرار في دعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والعيش في وطنهم مثل كافة شعوب الأرض.
جاء ذلك في ندوة نظمها، مساء الاثنين، المركز الدولي من أجل العدالة للفلسطينيين، في العاصمة البريطانية لندن تحت عنوان "حماية الحق في المقاطعة: منع الإفلات من العقاب".
أدارت الندوة الكاتبة البريطانية جيليان سلفرر، وشارك فيها كل من: عمر البرغوثي مؤسس حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وسارة ليا ويتسن المحامية الأمريكية والمديرة التنفيذية للديمقراطية للشرق الأوسط الآن (DAWN)، وبن جمال مدير حملة التضامن مع فلسطين (PSC) في المملكة المتحدة، وكريستيان جورنيه التي عملت ضمن مجموعة "العمل من أجل جنوب إفريقيا"، وأحمد أبوفول المحامي الدولي والمسؤول عن البحوث القانونية والدعوة في منظمة الحق، ومانفير بولار المحامية المؤهلة والمتخصصة في الحريات المدنية.
وتأتي الندوة، التي حضرتها "عربي21" بينما تسعى الحكومة البريطانية لتجريم حركة المقاطعة بالقانون.. وهو مسعى قالت المتحدثة باسم المركز الدولي من أجل العدالة للفلسطينيين سماء دباغ في افتتاحها للندوة، إنه توجه خطير من شأنه أن يضر بالعدالة حول العالم ويضيق من فرص إسناد القضايا العادلة في العالم بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وفي كلمته، قال المؤسس المشارك لحركة "BDS"، عمر البرغوثي، إن الحركة تطالب بمقاطعة المؤسسات، وليس الأفراد. وإذا تم استهداف فرد فيكون بناء على تواطئه مع المؤسسات بغض النظر عن هويته.
واعتبر البرغوثي أن المسعى لتجريم حركة المقاطعة هو مسعى مخالف للقانون الدولي ومن شأنه الحد من حرية الرأي والتعبير.
من جهته رأى أحمد أبو فول، في حديث مع "عربي21"، أن توجه بعض الدول الغربية لتجريم حركة المقاطعة هو توجه مناقض للديمقراطية ولحقوق الإنسان.
وأوضح أن الدول التي ذهبت في هذا الاتجاه فشلت فشلا ذريعا، ليس لأنها لم تستطع أن توقف حق الشعوب ومنظمات المجتمع المدني في دعم الفلسطينيين وحسب، وإنما لأنها فشلت أيضا في الدفاع عن جرائم الاحتلال التي تنتهك كليا كل القوانين والمواثيق الدولية.
ولفت إلى أن الفلسطينيين لا يريدون من العالم إلا أن يعاملهم كما كافة الشعوب وأن يسندهم في الدفاع عن حقهم في تقرير مصيرهم.
وأكد مدير حملة التضامن مع فلسطين (PSC) في بريطانيا، بن جمال، أن مساعي التضييق على العمل المدني المناصر لفلسطين كبير، وأنهم كنشطاء في هذا المجال يواجهونه وفق ما تسمح به القوانين المعمول بها، وأنهم لجأوا إلى القضاء لمواجهة مشاريع قوانين كانت تروم وقف نشاطاتهم وأن القضاء أنصفهم في ذلك.
من جهتها تحدثت كريستيان جورنيه عن تجربة جنوب أفريقيا ومقاومة الفصل العنصري، داعية إلى دراسة هذه التجربة والتعلم من دروسها في الشأن الفلسطيني..
أما سارة ليا واتسون فقد اعتبرت أن عقد الندوات والاستمرار في الدفاع عن فلسطين يمثل عملا جبارا، وأكدت أنه خيار يستحق الاهتمام.
ولفتت واتسون الانتباه إلى جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين ومحاولة الغرب بالتعاون مع بعض الأنظمة العربية إقحام "إسرائيل" في المنطقة من خلال إيجاد تحالف مناهض لإيران..
وحثت واتسون الحضور على الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية.
من جهتها أكدت مانفير بولار أن الفلسطينيين يعيشون في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وأن هذه نتيجة قانونية أيدتها منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية بارزة. كما أن الأمم المتحدة توصلت إلى موقف مماثل.
وعلق المشاركون في الندوة قائلين إن مشروع قانون المقاطعة يهدد حق البريطانيين في حرية التعبير كما شوهد في الولايات المتحدة، وسيعيق قدرة الهيئات العامة والمؤسسات الديمقراطية على الإنفاق والاستثمار والتجارة بشكل أخلاقي بما يتماشى مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وتقول حركة مقاطعة "إسرائيل" على صفحتها الإلكترونية، إنها "حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد، تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين".
وخلال السنوات الماضية، حققت (BDS)، التي انطلقت حركة "BDS" في 9 تموز/يوليو 2005 بنداء من 171 منظمة فلسطينية غير حكومية، العديد من الإنجازات على الصعيد العالمي، وهو ما دفع "إسرائيل" إلى إصدار قوانين تمنع نشطاء الحركة من الدخول إليها.