هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا عن محاولات الحاخام، جاكوب هيرتزوغ، فتح معبد يهودي في السعودية، والمملكة ليست مهتمة بعروضه، لكنه مستمر في المحاولة.
وقالت الصحيفة في تقرير أعده ستيفن
كالين وروري جونز وترجمته "عربي21"، إن الحاخام الذي زار الرياض الشهر
الماضي أثار دهشة الكثيرين.
وقالت إن المواطنين أوقفوه لأخذ الصور معه عندما كان يتجول أو يشتري الثوب السعودي التقليدي.
وتابعت أن عاملة في مقهى معروفة اسمها "تريندي"، فاجأته ورحبت به مستخدمة الكلمة العبرية "شالوم"، وشرب القهوة العربية بالهال وغرس أصابعه في التمر وهو الخيار الوحيد المتوفر له كطعام "كوشير" (حلال) في السعودية.
إقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: كشف كواليس جديدة لتطبيع دول الخليج
ويعود قرار السماح له بالعمل وفتح مدرسة ومساعدة المجتمع اليهودي بما في ذلك فتح كنيس، للحاكم الفعلي وولي العهد، محمد بن سلمان.
وعلق هيرتزوغ بعد الرفض "أتفهم أن هذا يعتبر
قفزة كبيرة بالنسبة للمملكة".
وفي السعودية يحظر على بقية الأديان غير الإسلام
ممارسة شعائرها الدينية، فالممارسات المسيحية في المملكة تتم بسرية، مع أن السلطات
تتسامح معها الآن، لكن ليس هناك خدمات دينية يهودية معروفة.
وأكدت السفارة السعودية في واشنطن أن هيرتزوغ دخل السعودية كسائح. وقال مسؤول:
"مع أن السعودية تدعو للحوار الديني والتقت قيادتنا بعدد من القادة الذين
يمثلون أديانا مختلفة لدعم هذه الجهود، فزيارة هيرتزوغ للسعودية جزء من هذه
الجهود".
ومع أن اليهود عاشوا في الجزيرة العربية إلا
أنهم تركوها، وترك معظمهم الجزيرة في منتصف القرن الماضي، ويعتقد أن قلة من اليهود
استمرت بالعيش مع أحفادها ولكن في سرية تامة.
وترى الصحيفة أن وجود حاخام يهودي في
أرض الحرمين يبدو أمرا غير مفكر فيه وغريبا، فبعد أن فتحت إسرائيل علاقات
دبلوماسية مع دول خليجية وعربية- غير السعودية، بدأت المجتمعات اليهودية في هذه
البلدان تمارس شعائرها الدينية علنا.
ولدى البحرين جالية يهودية يبلغ عددها العشرات
وستفتح محكمة يهودية ووكالة لتقديم شهادات الكوشير.
وفي الشهر الماضي عقد فيها زفاف يهودي،
وهو الأول منذ نصف قرن. وفي الإمارات هناك أربعة حاخامات وقادة مجتمع ظهروا منذ
العام الماضي لتقديم الخدمات الدينية للمدارس وروضات الأطفال لليهود في البلد الذين يصل عددهم ألفا.
ويحمل هيرتزوغ الجنسية الأمريكية- الإسرائيلية
المزدوجة، ويعتقد أن السعودية ستكون البلد القادم، حيث تشجع بتعهدات الأمير محمد
تخفيف القيود الإجتماعية وجذب المواهب الأجنبية، وقال إن "خطط الأمير بناء
مدينة المستقبل التكنولوجية في نيوم على البحر الأحمر، قد تؤدي لجذب اليهود للعمل
فيها".
وحاول هيرتزوغ لقاء رجال الأعمال الذين يعتقد
أنهم على علاقة قريبة مع العائلة المالكة، حيث حاول التواصل مع مستشار للحكومة
السعودية في واشنطن لطرح الفكرة.
وطلب من السفارة الأمريكية في السعودية
التطوع إلى جانب الجنود الأمريكيين العاملين في المملكة وربطه باليهود الأمريكيين
في المملكة. لكنها رفضت عرضه وطلبت منه الإتصال مع السفارة السعودية في واشنطن.
وعندما وصل الرياض، حضر بدون موعد إلى
برج الأمير الوليد بن طلال، وأوقفه الحرس لكنه ترك رسالة لابن عم الأمير محمد بن
سلمان والملياردير المعروف ولم يتصل به أحد.
وسأل هيرتزوغ إن كانت شركات الطعام في
الرياض تستطيع إنتاج طعام الكوشير، وقيل له إن السوق صغير وجديد ولا يمكن
تسويق منتجات كوشير.
وقالت ناتالي روزنكويغ من لوكسمبرغ، وتعمل في
مشروع بمدينة نيوم إنها اتصلت مع رزنبرغ بعدما شاهدت منشوراته على لينكيند، وقالت
وهي معمارية إنها كانت فضولية لمعرفة الطريقة التي طرح فيها موضوعا حساسا بالمملكة
بدون أن يكون صداميا.
وقالت زوجة رزنبرغ ديبورا إنها دهشت في البداية
من خطط زوجها وبعد أشهر من البحث والتساؤل قالت "أثق بالرب بأنه عندما يحين
الوقت فسنرسل إلى مهمتنا".
وعندما كان طفلا في نيويورك انتقل إلى إسرائيل
للدراسة الثانوية وتعلم ألا يستفز من الأشخاص المختلفين عنه. وعاد هيرتزوغ إلى
الرياض هذا الأسبوع ولا يزال يبحث عن طرق للوصول إلى ولي العهد والحصول على الدعم
اللازم للمضي في خططه.
ورغم تعهد الأمير بالترويج للإسلام المعتدل، قال
دبلوماسي، إن المملكة لا تزال بعيدة عن الإنضمام للدول التي طبعت علاقاتها مع
إسرائيل. فوالد الأمير البالغ من العمر 36 عاما، الملك سلمان يعارض التطبيع بدون
دولة فلسطينية مستقلة.
ويرى قادة يهود في الخليج أن طريقة هيرتزوغ
العلنية قد تؤثر على عمل حذر وطويل. ونقطة أخرى أن المجتمع اليهودي في
السعودية خفي ولم يطلب تعيين حاخام مثل هيرتزوغ.
ويهدف هيرتزوغ للتحضير عندما يحدث هذا
ويقوم ببناء جسور مع القيادة السعودية. وفي فيديو أعادت نشره وزارة الخارجية
الإسرائيلية في تغريدة لها صلى هيرتزوع لولي العهد بعدما أجرى عملية جراحية بسيطة.