هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار قرار حزب العمال البريطاني الاستعانة بخدمات
ضابط استخبارات إسرائيلي سابق؛ انتقادات داخل الحزب، كما عبّر ناشطون فلسطينيون
وحقوقيون عن استغرابهم تجاه هذه الخطوة.
وكان قد كُشف النقاب عن قرار زعيم الحزب كير ستارمر
تعيين عساف كابلان، الضابط السابق في الوحدة "8200" التابعة للاستخبارات
العسكرية الإسرائيلية، كمسؤول عن قسم التواصل الاجتماعي في الحزب.
وحسب موقع "الانتفاضة الالكترونية"، فقد
تم تعيين كابلان أواخر العام الماضي، دون أن يُعلن الحزب عن تعيينه حتى الآن.
والوحدة 8200 متخصصة بالتجسس على الفلسطينيين
واتصالاتهم، وتقوم باستخدام المعلومات التي يتم جمعها للضغط عليهم ودفعهم للتعاون
مع سلطات الاحتلال.
اقرأ أيضا: تقرير: ضغوط لطرد أنصار فلسطين من حزب العمال البريطاني
وحاولت "عربي21" الحصول على تعليق من حزب
العمال، عبر مكتبه الصحفي، لكن لم يصل أي رد حتى ساعة نشر هذا التقرير.
من جهتها، قالت الناشطة في الحزب هيلاري إدوارد إنها
تشعر أن "قيادة حزب العمال الجديدة بقيادة كير ستارمر، تتجاهل أصوات مئات الآلاف
من البريطانيين المناهضين للحروب والداعين لإنهاء الحروب في العالم، بتعيين موظف
سابق في الجيش الاسرائيلي في موقع حساس في قيادة الحزب".
وأضافت إدوارد التي تترأس لجنة العضوية في فرع الحزب
بغرب لندن: "نشعر كأعضاء في حزب العمال أن توظيف شخص عمل كجاسوس في الجيش الإسرائيلي
في الوحدة المسماة ٨٢٠٠ المتخصصة في اختراق الحسابات الالكترونية والتجسس؛ يتعارض
مع دور الحزب في حماية استخدام اعضاء الحزب لوسائل التواصل الاجتماعي وضمان السرية".
وشددت في حديث لـ"عربي21" على أنه "لا
يوجد أي مبرر لتوظيف جاسوس متخصص باختراق حسابات الأشخاص في منصب مهم في حزب
العمال، وقرار التوظيف يتماشى مع ما يقوم به رئيس حزب العمال بإسكات الاصوات المؤيدة
لفلسطين داخل حزب العمال، ونحن نشعر بالقلق من هذا التوجه الجديد".
وقالت: "هذا القرار خاطئ ويضر بسمعه حزب
العمال، وقد قمنا في فرع غرب لندن في حزب العمال بكتابة عريضة للطلب من قيادة
الحزب بإلغاء توظيف كابلان".
وكان ستارمر قد اتخذ خطوات لتقييد الأصوات المؤيدة
للفلسطينيين والمنتقدة لإسرائيل، من الجناح اليساري في حزب العمال، بحجة محاربة معاداة السامية داخل
الحزب. وفي هذا السياق، رفض ستارمر إعادة الزعيم السابق للحزب جيرمي كوربين لكتلة
الحزب في البرلمان رغم إلغاء تجميد عضويته في الحزب.
وكان موقع "ميدل إيست آي" قد نقل عن الوزير
السابق في حزب العمال كريس مولين قوله: "لا أعتقد أن هذه فكرة (تعيين كابلان) جيدة. هل هو لا يزال يعمل
لصالح الإسرائيليين أم لحزب العمال؟".
وقال جون ماكدونيل، عضو البرلمان ونائب الزعيم السابق
للحزب جيرمي كوربين: "أعتقد أن غالبية أعضاء الحزب لن يستطيعوا استيعاب كيف
أنه بالرغم من توفر مهارات في حزبنا، فإن الحزب قرر تعيين شخص له سجل في العمل مع
جهاز استخبارات أدين على نطاق واسع بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان للفلسطينيين".
ووصف نائب آخر قرار تعيين كابلان بأنه "إشكالي
للغاية"، مضيفا: "من الممكن أن يكون ذلك بسبب عدم التدقيق وأن خلفيته لم
يتم فحصها بدقة، لكن هذا مقلق أيضا. في كلتا الحالتين القرار يجب أن يتم التراجع
عنه مباشرة، وتجب إزالته (كابلان) من وظيفته".
اقرأ أيضا: MEE: لماذا يريد زعيم العمال ببريطانيا إسكات ناقدي إسرائيل؟
وفي هذا السياق، استهجنت المنظمة العربية لحقوق
الإنسان في بريطانيا، تعيين كابلان. وقالت المنظمة إن ما حدث "اعتداء صارخ على
المنظومة القيمية والحقوقية للمجتمع البريطاني".
وأوضحت أن الضابط المعين قد عمل محللا وضابطا في
الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في الفترة بين 2009 و2013،
حيث نشط في جمع وتحليل المعلومات عن أي فلسطيني مهما كانت صفته.
وأضافت المنظمة أن "هذه الوحدة تُعد من أكثر
الوحدات انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية إذ يعود عملها إلى فترة ما قبل قيام
دولة الاحتلال، حيث كانت تعرف بـ"Shin Mem 2"، وكانت
وقتها تنشط في جمع المعلومات لصالح العصابات الصهيونية التي ارتكبت المجازر في حق
الفلسطينيين، وعملت لاحقا تحت مسميات مختلفة حتى حرب 1973، حيث أعيد هيكلتها
وسُميت بالوحدة 8200".
وقالت إن عملها استمر بصورة أشرس في جمع المعلومات،
والتي بسببها اغتيل آلاف الفلسطينيين، كما استخدمت لابتزاز الفلسطينيين من أجل
تجنيدهم.
وأشارت المنظمة إلى أنه "في أيلول/ سبتمبر 2014
نشر 43 ضابطا رسالة تكشف الدور القذر لهذه الوحدة، وكيف أن المعلومات التي جمعتها
أدت إلى مقتل الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين وعلى وجه الخصوص في الحروب التي
شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة. وفي رسالتهم، بيّن هؤلاء الضباط أنه لا يوجد أي قانون
يضبط عمل تلك الوحدة، كما لا تتم مراجعة أي عمليات تجسس ما دام الهدف هو المواطن
الفلسطيني".
وأكدت المنظمة أن "السيرة الذاتية لكابلان
وتاريخ الوحدة وحاضرها معروفة للمسؤولين في حزب العمال البريطاني، مما يطرح العديد
من الأسئلة حول الأسباب التي دعتهم لتوظيفه رغم المخاطر التي يشكلها على أمن
الحزب، فكابلان وأمثاله، ورغم انتهاء عملهم كضباط، لا زالت تربطهم علاقات وثيقة
بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية".
وشددت على أن "هذه القضية لا يمكن التساهل معها
وتبقى كافة الخيارات مفتوحة، إذ لا مجال للشك أن كابلان كان على رأس عمله في الحرب
التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة تحت مسمى "عمود السحاب" في تشرين الثاني/
نوفمبر 2012، حيث أسفرت الهجمات عن استشهاد 162 فلسطينياً بينهم 42 طفلاً و11
سيدة، وإصابة نحو 1300، وتدمير 200 منزل بصورة كلية، و1500 منزل بشكل جزئي، إضافة
إلى تضرر عشرات من المرافق العامة".
ودعت المنظمة قيادات حزب العمال وقواعده المختلفة
إلى "رفض هذا التعيين الذي جلب العار للحزب، فتوجهات الحزب عقب تولي كير
ستارمر قيادة الحزب أصبحت مقلقة، إذ تشير لخضوعه التام للّوبي الصهيوني، حيث
يستخدم هذا اللوبي معاداة السامية كستار للقضاء على أي مناصر للقضية الفلسطينية
داخل الحزب".
اقرأ أيضا: هيرست: موقف ستارمر من فلسطين وكوربين يمزق حزب العمال