هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية إن "اليسار الإسرائيلي بدأ ينتعش بعد انتخاب بايدن رئيسا أمريكيا، حتى إن حركة "السلام الآن" اختارت مفردات لافتة للتعبير عن ابتهاجها بفوزه، ومنها "مبروك أمريكا، مبروك بايدن، ومبروك إسرائيل! بايدن صديق حقيقي لها، ومؤيد حل الدولتين، لقد انتهى عصر الحرب والمسيحانية وأوهام الضم، وحان الوقت لوضع حد لجنون البناء في المستوطنات، والعودة لطاولة المفاوضات حتى نحصل على السلام هنا".
وأضافت خبيرة الشؤون الحزبية مزال
معلم، في تقريرها على موقع المونيتور، وترجمته "عربي21" أنه "فور
إعلان الشبكات الأمريكية الكبرى عن انتخاب بايدن ليكون الرئيس القادم للولايات
المتحدة، فقد شارك جميع قادة اليسار السياسي الإسرائيلي، السياسيون السابقون والحاليون
على حد سواء، في هذا التدفق المتدفق من الفرح بهزيمة الرئيس دونالد ترامب، لأنه
شكل كابوسا دام أربع سنوات حين مكث في البيت الأبيض".
وأوضحت أن "وجود ترامب جعل
اليسار الإسرائيلي غير ذي صلة، بينما دعم وعزز اليمين وحركة الاستيطان بالضفة
الغربية. "السلام الآن" أقدم حركة يسارية سياسية، والأكثر شهرة على
الصعيدين المحلي والدولي، تأسست منذ 40 عاما لكسب التأييد الشعبي للانسحاب من
الضفة، وأصبح قادتها ومؤسسوها شخصيات سياسية بارزة في اليسار، وحظيت حملاتهم
الناجحة لوقف البناء في المستوطنات بتغطية إعلامية دولية واسعة".
وأشارت إلى أنه "خلال سنوات ترامب بالبيت الأبيض، فإن حركة "السلام الآن" واليسار الإسرائيلي بأكمله وجدوا أنفسهم مدفوعين للهامش، فقدوا أي تأثير كان لديهم على الأجندة الوطنية، من حيث الرسائل، كانت فترة مروعة لهم، ما أثر على قدرتهم في جمع التبرعات، فيما شعر المستوطنون بأنهم ممتنون لكل ما فعله ترامب، ما أسفر عن مأزق دبلوماسي عميق، وفشل في التواصل بين واشنطن والسلطة الفلسطينية، ونقل السفارة الأمريكية للقدس".
وأكدت أنه "في شهري أغسطس
وسبتمبر، عندما علموا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصديقه ترامب توصلا
لاتفاقيات تطبيع مع دول الخليج العربي، فقد بدت الضربة التي وجهت لليسار قاتلة، لأن
النموذج الذي روجه أعضاء اليسار منذ عقود أنه فقط بعد التوصل للسلام مع
الفلسطينيين، ستتمكن إسرائيل من توقيع اتفاقيات مع الدول العربية الأخرى، ولكن
فجأة بدأ كل شيء ينهار".
اقرأ أيضا: قراءة إسرائيلية في العلاقات الأمريكية من آيزنهاور إلى بايدن
وأوضحت أن "هذا هو السبب في أن
انتخاب بايدن قلب كل شيء رأسا على عقب، صحيح أنه لن تُعاد السفارة الأمريكية إلى
تل أبيب، لكن الأجندة السياسية ستتغير، بايدن ونائبته كامالا هاريس يعيدان حل
الدولتين للطاولة، ويقدمان الدعم لليسار الإسرائيلي المهين والمضروب، الذي فقد
المزيد والمزيد من الدعم الانتخابي على مدى السنوات الماضية".
عضو الكنيست نيتسان هورويتس، أحد
قادة حزب ميرتس اليساري، "وجه دعوة عبر فيسبوك لفريق الشرق الأوسط التابع
للرئيس المنتخب لتجديد الجهود لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي
مصلحة إسرائيلية واضحة، مع العلم أن الإسرائيليين يعتبرون بايدن شخصا مشاركا ومطلعا
بشكل وثيق على تاريخ المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، وانتقد تعامل نتنياهو مع
القضية الفلسطينية في أكثر من مناسبة".
وبيّن أن "بايدن عمل شريكا وثيقا
في جهود الرئيس باراك أوباما الفاشلة لإنجاز اتفاق سياسي، ويُعتقد الآن أنه سيحاول
إحياء هذه الجهود، أما هاريس فهي ليست أقل التزامًا بهذه القضية، وقالت خلال
حملتها الانتخابية إن الولايات المتحدة ستعيد فتح قنصلية للفلسطينيين في شرق القدس، وتعيد مساعداتهم الاقتصادية".
وأعلن رئيس الوزراء السابق
إيهود باراك أن "بايدن يعتقد أن الأفضل لإسرائيل الانفصال عن الفلسطينيين،
وأن تصبح دولة ذات حدود ثابتة وآمنة، وبأغلبية يهودية لأجيال قادمة، أما الوزير
السابق يوسي بيلين، أحد أبرز أصوات اليسار الإسرائيلي، فتوقع أن إسرائيل
والفلسطينيين سيعودون لطاولة المفاوضات".