هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت
صحيفة إسرائيلية، عن أهم القضايا التي سيجري الحديث عنها في القمة الثلاثية "المهمة
جدا" التي ستعقد الاثنين في تل أبيب، كاشفة بأن الهدف الأساسي من وراء
هذه القمة يتعلق بسوريا.
وزعم
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن القمة الأمنية الثلاثة التي تستضيفها
تل أبيب، بمشاركة ثلاثة مستشارين للأمن القومي؛ الأمريكي جون بولتون، الروسي نيكولاي
بتروشوف، والإسرائيلي مئير بن شبات، "ستزيد ضمن أمور أخرى الاستقرار
في المنطقة".
وأوضحت
صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير أعده كل من البروفيسور يعقوب نيجل ويونتان
شنتسار، أن "أجندة وتفاصيل المواضيع التي ستبحث في القمة ستبقى سرية، ولكن بلا
شك فإن الوضع في سوريا، في ضوء الوجود الروسي، سيكون في مركز المباحثات، إلى جانب
الأمور الساخنة في الخليج"، كاشفة أن هدف هذه القمة هو "إقامة تسوية سياسية
في سوريا".
ونوهت إلى أن "لإسرائيل والولايات المتحدة مخاوف تنبع من دور موسكو في حفظ نظام بشار الأسد،
ناهيك أيضا عن التنسيق مع إيران وحزب الله في ميدان المعركة السورية"، لافتة إلى
أن القمة "من الممكن أن تعالج الفوضى السورية مع وصول الحرب إلى نهايتها".
وأكدت
أن "تل أبيب تمنح هذه القمة فرصة مهمة للبدء بحوار جدي في مواضيع مركزية؛ أولها
وأهمها إقامة تسوية سياسية في سوريا، تتضمن إخراج كل القوات الأجنبية"، موضحة
أن "إسرائيل تطلب العودة إلى الوضع الذي كان في 2011".
وذكرت
أنه على "رأس جدول الأعمال الإسرائيلي، توجد حاجة إلى إخراج كل القوات الإيرانية،
بما فيها الحرس الثوري والمليشيات الشيعية من سوريا"، منوهة إلى أن "الموضوع
الأقل إلحاحا للمعالجة، ولكن لا يقل تحديا، هو الوجود الروسي المتواصل ودور روسيا
في المنطقة".
وقالت:
"لن يكون سهلا تحقيق هذه الأهداف، فروسيا لن تتخلى بسهولة عن مكانتها الجديدة
كمصدر قوة في الشرق الأوسط، وإيران تسعى لتوسيع وجودها في المنطقة، في ظل الحفاظ على
تطلعاتها للهيمنة الإقليمية".
وفي
حال بقيت روسيا في المنطقة وهي بحسب الصحيفة "فرضية معقولة، ستدفع إسرائيل نحو
تعزيز الآلية التي تساعد على منع الاحتكاك بين القوات الجوية العاملة في المجال السوري"،
مؤكدة أن هناك "حاجة إسرائيلية لمواصلة العمل في المجال الجوي السوري، من أجل
المس بالذخائر الإيرانية المخصصة لحزب الله في لبنان، ولأهداف إيرانية موجهة ضد إسرائيل".
وأشارت
إلى أن الهجمات الإسرائيلية (المعلنة) في سوريا بلغت حتى اليوم أكثر من 200 هجوم،
"كل واحد منها وضع قيد الاختبار العلاقة بين روسيا وإسرائيل، مع مراعاة أن روسيا
تسيطر بحكم الأمر الواقع على المجال الجوي السوري".
وقدرت
أن "المفتاح لتخفيض التوتر؛ هو فقط عبر تقليص حاجة إسرائيل للعمل في هذا المجال،
ولهذا ستحاول تل أبيب أن تستخلص من القمة آلية تمنع نقل أسلحة محطمة للتعادل من إيران
إلى حزب الله في لبنان، وفي الأساس السلاح الموجه الدقيق".
ونوهت إلى أنه "ليس من الواضح بعد، إذا كانت روسيا ستكون مستعدة لأن تضغط على إيران في هذا
الموضوع، وهدف إسرائيل وأمريكا هو إقناعهم بأن هذه مصلحة لهم".
وزعمت
"إسرائيل اليوم"، أن "الحديث قد يصبح سهلا في ظل سعي إسرائيل للربط
بين الولايات المتحدة وروسيا، لأن الحديث يدور عن تهديد غير متماثل، ومصلحة الجميع
هي تقليصه".
وذكرت
أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، "سيضغط على بولتون وبتروشوف
للدفاع عن المصالح الإسرائيلية، كما سيجد نفسه في دور الجسر بين واشنطن وموسكو، فالتوتر
بينهما لا يرتبط فقط بإسرائيل، بل أيضا بالتحديات الخاصة بكل منهما".
واعتبرت
أن "السلوك الفظ لروسيا في بعض الساحات تسبب بفرض عقوبات أمريكية، في الوقت الذي
تتحدى السياسة الروسية دور الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط، وهذا المسائل
يمكن لإسرائيل أن تساعد الطرفين لرفعها إلى السطح إن أرادا ذلك".
ونبهت إلى أن "نقطة الاحتكاك ستكون السياسة تجاه إيران، ولا سيما في ضوء أحداث الأيام الأخيرة،
فروسيا تغمض أعينها عن الهجمات الإقليمية الإيرانية، وتواصل سياستها في تأييد الاتفاق
النووي الموقع في 2015، الذي خرجت منه أمريكا".
وأضافت:
"ستدفع إسرائيل والولايات المتحدة نحو مواصلة سياسة الضغط النفسي، فيما من المتوقع
لروسيا أن تدفع بالاتجاه المعاكس، وفي هذا الموضوع، لا يمكن لإسرائيل أن تتخذ صورة الوسيط
النزيه"، بحسب زعم الصحيفة.
وقدرت
أن "لدى القمة على الأقل إمكانية أن ترفع إلى السطح جزءا من التحديات الأكثر
إلحاحا لإسرائيل، ولكن القيادة الإسرائيلية ترى في هذه القمة تصريحا واضحا عن مكانة
إسرائيل العالمية"، منوهة إلى أن "نتنياهو يشدد جدا على أهمية القمة لإسرائيل".
وزعمت
"إسرائيل اليوم"، أن "إسرائيل ذات القوة العسكرية، قادرة على أن تؤدي
دورا حاسما في الدبلوماسية الإقليمية، سواء تجاه الدول العربية أو تجاه القوى العظمى".
اقرأ أيضا: هل ستقبل موسكو عقد صفقة حول سوريا مع تل أبيب وواشنطن؟