لقد فُرض كمال
أتاتورك (1881 - 1938 م) على الشعب المسلم في
تركيا، مع العلمانية المتوحشة والفجة،
القومية الطورانية المتعصبة، ولقد كان يهود الدونمة (الذين تظاهروا بالإسلام ليكيدوا له) وراء صياغة الأيديولوجية الكمالية التي فرضها أتاتورك بحد السيف على الشعب التركي المسلم.
ففي ميدان الأخلاق، بعثت العلمانية التركية (بإيعاز من يهود الدونمة) "مذهب اللذة"، المذهب الكلبي القديم، فكان مدرس الفلسفة يقول للتلاميذ:
"يجب عليكم إيقاظ هذه الأمة من سباتها الطويل، عليكم أن ترشدوا آباءكم وأمهاتكم، ليس هناك شيء تستطيعون أخذه منهم والإفادة منه، لا تخشوا آباءكم وأمهاتكم، بل قولوا لهم الحقيقة. الدنيا كلها ليست إلا لحظة لذة ونشوة، فقد أتيتم أنتم إلى الدنيا نتيجة لحظة لذة، وما دامت لحظة اللذة سبب وجودنا، إذن يجب أن تكون حياتنا وغايتنا هي اقتناص اللذة. إن أمهاتكم لسن إلا معامل تفريخ، وليس أباؤكم إلا مكائن الضغط، فالإنسان ليس إلا آلة وماكينة"!!
ومع مذهب اللذة (الكلبي) هذا، أباح القانون زواج الأخوات من الرضاعة!!
أما في القومية، فلقد أحلوا نزعة القومية الطورانية المتعصبة محل رابطة الأمة والأخوة الإسلامية. وكان المنظّر الأول والأكبر لهذه القومية الطورانية "تكين ألب"، وهو يهودي اسمه الحقيقي "موئير كوهين".
ولقد أصبح كتابه "طوران" الكتاب المقدس لهذه النزعة القومية. وله أيضا كتاب "ماذا يمكن أن يكسب الأتراك من هذه الحرب العالمية الأولى"، وفيه دعا الأتراك إلى هجر الرابطة الإسلامية والجامعة الإسلامية، والاتجاه نحو العنصر التركي، وحضارة تركية تكون منفصلة عن الدين الإسلامي وعن الثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية، ومقطوعة الصلة بالأمة الإسلامية.
وله كذلك كتاب "سياسة التتريك" الصادر في إسطنبول عام 1928 م، وكتاب "الكمالية" الصادر عام 1936 م، وفيه يقول: "إن الأمة التركية قد انسلخت من شرقيتها لتأخذ طريقها إلى الغرب".
وعندما مات هذا المنظّر
اليهودي للكمالية الأتاتوركية في عام 1961 م أقامت له جمعية التراث التركي تأبينا حضره ابنه إسحاق كوهين!!
نعم.. لقد صنع يهود الدونمة هذا الذي صنعوه بالإسلام والخلافة الإسلامية، مثلما صنعت الصهيونية اليهودية بالعرب على أرض فلسطين، فعضوا جميعا اليد الوحيدة التي أحسنت إليهم عبر تاريخهم الطويل، فعلى امتداد تاريخهم في المجتمعات الغربية المسيحية، مارس الغربيون معهم كل ألوان الاحتقار والاضطهاد والإذلال، بينما كانت الحضارة الإسلامية والمجتمعات الإسلامية هي الملاذ الآمن لهؤلاء اليهود على مر هذا التاريخ، ومع ذلك، تحالفوا مع جلاديهم ضد الذين أحسنوا إليهم! وكانوا أدوات المسخ والنسخ والتشويه للهوية الإسلامية، ورسل العلمنة والتغريب في عالم الإسلام!
وتلك ظاهرة اجتماعية وفكرية وسياسية تحتاج في تشخيصها ودراستها إلى الأطباء النفسيين!
وإذا كان ذلك غريبا وعجيبا، فإن الأغرب والأعجب أن هناك من لا يزال يسير على هذا الطريق (طريق التغريب والعلمنة والتعصب العرقي) حتى هذه اللحظات!