هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، إن بلاده نجحت بالتصدي لأزمة إنسانية في إدلب، من خلال الاتفاق الذي أبرمته مع روسيا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن أنقرة تولي اهتماما كبيرا لكسر ما وصفه بـ"الممر الإرهابي المراد تشكيله شرقي الفرات".
جاء ذلك في كلمة ألقاها المسؤول التركي، مساء الاثنين، باسم الحكومة، أمام البرلمان خلال مناقشة مشروع الميزانية العامة للبلاد لعام 2019.
وأضاف نائب الرئيس التركي قائلا "لقد منعنا أزمة إنسانية كبيرة في إدلب بفضل التفاهم المبرم مع روسيا والمدعوم من إيران، وعلى أجندتنا الآن كسر الممر الإرهابي المراد تشكيله شرقي الفرات".
وفي 17 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، عن اتفاق من مدينة سوتشي لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب ومحيطها.
أمن الحدود الجنوبية لتركيا
وفي سياق حديثه عن أمن الحدود الجنوبية لبلاده، قال نائب الرئيس التركي، إنهم يقومون بجهود هامة للغاية من خلال التعاون مع الحكومة العراقية في مواجهة "العمال الكردستاني" شمال العراق.
اقرأ أيضا: تعزيزات لقوات النظام السوري بمحيط إدلب مع تواصل الخروقات
واستطرد قائلا "ليس من الممكن بمكان أن نقف صامتين دون أن نبدي ردة فعل حيال أية تطورات بالعراق وسوريا اللتين تمتدان بطول كافة الحدود الجنوبية لتركيا، فنحن شعبا ودولة ننظر لكافة الأحداث في هذين البلدين على أنها مسألة بقاء بالنسبة لنا".
وتابع: "ومن ثم نحن لم ولن نتوانى عن حشد كافة إمكانياتنا العسكرية، والسياسية، والتجارية، والدبلوماسية، والإنسانية من أجل أمن حدودنا المنطقة المتاخمة لحدودنا الجنوبية".
العلاقات التركية - الأمريكية
وحول العلاقات التركية الأمريكية، ذكر نائب أردوغان أن تلك العلاقات مرت بفترة مضطربة خلال الآونة الأخيرة.
وأضاف: "نرى أننا في الآونة الأخيرة نتبنى مقاربات مختلفة عن التي تتبناها تلك الدولة (الولايات المتحدة)، لا سيما بخصوص تنظيمي "الوحدات الكردية"، وتنظيم غولن الإرهابيين".
واستطرد: "كما أن العقوبات الأمريكية التي فرضت علينا من قبل، تشكل وجها آخرا متأزما من العلاقات الثنائية بيننا"، مضيفا: "وما تطلبه تركيا من أمريكا هو أن تتحرك بشكل يتناسب مع روح الشراكة بيننا".
وتابع: "نريد دولة أمريكية تحترم الحرب التي تخوضها بلادنا ضد التنظيمات الإرهابية، وتدعمها، وألا تدعم الممارسات الإسرائيلية غير القانونية، وغير الأخلاقية بخصوص القدس وفلسطين".
ولفت إلى أن "أمريكا التي تعارض هذه الممارسات الإسرائيلية، بكل تأكيد سيكون لها دور كبير في حل المشكلات القائمة في منطقتنا، فالولايات المتحدة يمكنها أن تكون شريكًا جديرًا بالثقة كما كانت في الماضي".
التنقيب عن الهيدروكربون شرق المتوسط
نائب أردوغان شدد في سياق آخر على أن بلاده لن تتنازل ولو قيد أنملة عن مصالحها المتعلقة بمسألة مصادر الهيدروكربون سواء في قبرص أو بحر إيجة أو شرق المتوسط.
اقرأ أيضا: اتهامات للنظام السوري بمواصلة خرق اتفاق سوتشي بشأن إدلب
وأضاف في ذات النقطة قائلا "لن نسمح أبدا لليونان وقبرص الرومية المدللتين من قبل الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، باتخاذ خطوات تسعيان لها ضد دولتنا والقبارصة الأتراك".
وتابع "ونحن نظهر التزامنا في هذا الموضوع من خلال قوتنا العسكرية، وسياسات الطاقة لدينا، إلى جانب المبادرات الدبلوماسية".
المساعدات الإنسانية التركية
في شأن آخر أشاد أوقطاي بالدور الكبير الذي تقدمه بلاده في مجال المساعدات الإنسانية على المستوى الدولي، مشيرا أنها أنفقت ما يقرب من ملياري دولار أمريكي في هذا السياق.
في السياق ذاته ذكر أن عدد الأجانب الموجودين في تركيا وصل إلى 4.7 مليون شخص، منهم أكثر من 3.6 مليون من السوريين.