هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب في الشؤون التقنية بصحيفة "مليتري تايمز" كايل ريمفير، إن القوات الأمريكية تخشى من أساليب "تزييف عميقة وبارعة"، قد تستخدمها روسيا لابتزاز القوات الأمريكية والإيقاع بأفرادها.
وأضاف الكاتب في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن القدرة التقنية على تشويه الواقع وتزييف الحقائق وصلت لمراحل متقدمة، في إطار ما يسمى بتكنولوجيا "التزييف العميق" التي تمارسه بعض الدول لاسيما روسيا، ويمكن من خلاله عمل تسجيلات صوتية مصطنعة ولقطات فيديو قد تخدع حتى خبراء الطب الشرعي الرقميين.
ولفت إلى أن 99% من الأمريكيين لا يدركون "براعة" تقنيات التزييف الحديثة وماهيتها، وذلك على الرغم من أنهم كانوا يشاهدون منذ سنوات تقنيات "التزييف" في أفلام الخيال العلمي وما شابه، والتي تكون فيها المؤثرات الخاصة كأنها واقعية تماما، لافتا إلى أن عدم معرفتهم بذلك قد يجعلهم عرضة للابتزاز وتصديق الإشاعات وتحديدا أفراد الجيش.
وفي هذا الصدد أشار الكاتب إلى التدريبات المشتركة التي أجراها الجيش الأمريكي مع القوات الإستونية واللتوانية مؤخرا، وكيف أنها (التدريبات) أثارت حفيظة القوات الروسية كونها كانت قريبة من بحر البلطيق، الأمر الذي فتح مجالات لحرب معلومات، كان مصدرها روسيا.
وتابع: "في 7 حزيران/ يونيو الماضي اصطدمت أربع سيارات تابعة للجيش الأمريكي على الطريق بين كاوناس وبريناي، بليتوانيا، في إطار تحركات الجيش أثناء التدريب، ولم يسفر الحادث عن ضحايا ولكن بعد أيام تناقلت وسائل إعلام؛ أن الجيش الأمريكي قتل طفلا أثناء الحادث، ونشرت صورة مضللة يعتقد أن مصدرها روسيا، ويظهر فيها جنودا بالقرب من دراجة وجثة طفل".
ولفت إلى تعليق وزير الدفاع الليتواني على الحدث المفبرك وقوله مخاطبا قيادة حلف الناتو: "هذا مثال نموذجي على بث المعلومات المعادية، ودليل على أننا (الحلف) نراقب بالفعل، وليس لدينا شك في أن هذه كانت محاولة متعمدة ومنسقة تهدف إلى إثارة إدانة المجتمع العام لحلفائنا، فضلا عن التشكيك في المناورات وجهودنا المشتركة بشأن تعزيز الدفاع."
وقال الكاتب، في هذه الحالة سرعان ما دحضت الرواية والصورة الزائفة عن الحادث، ولكن ماذا يحدث عندما لا يكون من السهل ترويج الرواية الصحيحة وبيان حقيقة تزييف الحقائق.
ولم يستبعد الكاتب قيام وحدات روسية متخصصة بالتلاعب في محتوى اجتماعات دولية رسمية، أو صناعة تسجيلات مزيفة أو مقاطع فيديو أيضا مزورة، بهدف بث الإشاعات، والقيام بحملات تضليل عميقة، أو ممارسة الابتزاز، خاتما مقاله بالقول: "لطالما عرفت المخابرات الروسية برغبتها في الابتزاز والتشكيك في المسؤولين الأجانب، وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك".