هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتواصل ردود فعل قادة الاحتلال ووسائل الإعلام الإسرائيلية على اعتراف "إسرائيل" رسميا الأربعاء، بوقوفها خلف تدمير ما قيل إنه مفاعل نووي سوري في دير الزور ليلة 5-6 أيلول/ سبتمبر 2007، في وقت تحدثت أوساط أمنية عن كيفية اكتشافه.
إخفاق استخباراتي
وتحدث موقع "i24" الإسرائيلي، عن "إخفاق استخباراتي" إسرائيلي، وهو جانب آخر من صورة الهجوم، ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية، اعترافها بأن "اكتشاف المفاعل النووي السوري تم بمحض الصدفة قبيل إطلاقه".
ولفت أن "البهجة التي غمرت قيادة إسرائيل؛ السياسية والأمنية، أبعدت وبسرعة عن الأضواء تساؤلات محرجة تتعلق بالإخفاق الاستخباراتي الإسرائيلي"، موضحة أن من بين "هذه التساؤلات، كيف حصل أن مشروع المفاعل اختفى عن أنظار الاستخبارات الإسرائيلية على مدار سنوات طويلة".
وأضاف: "لم تواجه حكومة أولمرت آنذاك ولا أجهزة الاستخبارات هذا التساؤل، ولم يقدم أي منهم الإجابة الجدية عنه عبر تحقيق معمق"، لافتا إلى أن أجهزة "الاستخبارات الإسرائيلية بقيت منسية من المحاسبة على هذا الإخفاق، باستثناء فحص داخلي في أجهزة الأمن لم تظهر نتائجه على الملأ إطلاقا وبقي طي الكتمان".
من جهته أكد مسؤول رفيع في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس"، أن "الاكتشاف المتأخر للمفاعل السوري، قبل تشغيله بنصف سنة؛ يعتبر الإخفاق الاستخباراتي الأضخم لإسرائيل"، معتبرا أن "المخيف في الأمر أن الكشف عن المفاعل كان عن طريق الصدفة".
اقرأ أيضا: مسؤول أمني إسرائيلي: هكذا كشفنا المفاعل السوري قبل ضربه
وأوضح أن قائلا: "المفاعل كان شبه جاهز عندما دمرناه"، كاشفا أن "جهاز الموساد أتى بمواد استخباراتية من فيينا تثبت أن المبنى الذي يشيد في دير الزور هو مفاعل نووي، وأن المشروع كان شبه مكتمل، ولذك قفزنا كالمذعورين من الصفر إلى المائة"، وتساءل "كيف يمكن أن يحدث شيء كهذا؟".
تفاصيل الهجوم
وبحسب المسؤول، فإن "الإخفاق يعود إلى النظرية المغلوطة التي يعتمدون عليها في إسرائيل وفي الدول الغربية؛ وهي أنه من غير الممكن أن تشرع دولة عربية ببناء مفاعل نووي على أراضيها قبل تدريب طواقم خبراء بمساعدة دول أخرى".
وقال: "الشروع ببناء مفاعل نووي عسكري كهذا بدون تدريب كوادر محلية لتشغيله، هو أمر غير مسبوق في تاريخ تطوير الأسلحة النووية"، مؤكدا أن "الكوريون تولوا عمل كل شيء هناك..، فنحن أزلنا الخطر بينما خلد الأمريكيون للنوم دون أن يعلموا ما الذي حصل هنا".
وتابع: "يتوجب أن نتساءل؛ هل هناك مفاعل نووية كهذه بإدارة كوريا الشمالية في أماكن أخرى في العالم؟ هل ثمة خطر كهذا يتهدد الولايات المتحدة ودول جنوب شرق أسيا؟"، مضيفا: "لم نحصل على أي معلومات استخباراتية حول هذا الأمر منذ دمرنا مفاعل دير الزور".
بدوره، تساءل موقع "المصدر" الإسرائيلي، "لماذا الكشف الآن؟، وما هو الهدف من قرار الرقابة الإسرائيلية السماح بنشر حقيقة تفجير المفاعل النووي السوري، بعد أن منعت نشر تفاصيله طيلة أكثر من عقد؟".
ولفت إلى أن طلبات وسائل الإعلام الإسرائيلية نشر تفاصيل هذ "الهجوم التاريخي"، رفضت خشية "الإضرار بأمن إسرائيل"، في حين سمحت الرقابة بنشر اقتباسات من الصحف الأجنبية التي نشرت تفاصيل كثيرة عن الهجوم، وهي غير ملزمة بالعمل بموجب القوانين الإسرائيلية، وعرف الجمهور الإسرائيلي تفاصيل الهجوم من خلالها تقريبا.
نتنياهو يعارض
ورأى أن "الهدف الأسمى كان عدم التسبب بأن يبدي بشار الأسد رده، لهذا كان الافتراض أنه إذا نشرت أخبار في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبدأت الاحتفالات في وسائل الإعلام - كما نشاهد في الساعات الأخيرة - فلن يستطيع الأسد تمالك نفسه"، وفق التقديرات الإسرائيلية.
"ماذا تغيّر؟"، وردا على هذا السؤال قال الموقع: "لم تعد سوريا اليوم كما كانت في الماضي، وإضافة إلى ذلك، من المتوقع نشر كتاب مذكرات إيهود أولمرت، الذي كان رئيس الحكومة الإسرائيلية أثناء تفجير المفاعل، وقد أراد التطرق إلى الموضوع".
وأكد أن "كل جهة شاركت في الحملة، سواء كان الموساد، سلاح الجو أو الاستخبارات العسكرية، أرادت التفاخر بالإنجاز وإبلاغ الجمهور به"، مضيفا: "هناك شعور سائد أنه قد مر وقت كاف، لهذا يمكن التحدث عن الموضوع".
ونوه "المصدر"، أن "هناك نقطة هامة أخرى؛ وهي أنه عند نشر الحقائق تنقل رسالة إلى جهات أخرى في المنطقة تعمل على تطوير أسلحة نووية مثل إيران"، مؤكدا أن توقيت الكشف "حساس؛ وهو يأتي قبل وقت قصير من اتخاذ قرار الإدارة الأمريكية إذا كانت ستنحسب من الاتفاق النووي، مما سيؤدي إلى تصعيد الأوضاع".
اقرأ أيضا: لماذا رفعت إسرائيل السرية عن عملية تدمير المفاعل السوري؟
وكشف الموقع، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، "ليس راضيا إلى حد كبير من النشر، لأنه يثني على رئيس الحكومة السابق أولمرت، الذي يهاجمه بشدة في هذه الأيام"، موضحة أن "تذكير الجمهور بأن هناك زعماء اتخذوا قرارات جريئة قبل نتنياهو لا يرفع من مكانته".
رسالة إلى إيران
وعلق وزير الحرب حين الهجوم إيهود باراك، بقوله: "كنت في هذه المواقع مرات كثيرة وشاركت في عمليات أخرى، كان هذا الهجوم فريدا من نوعه، هاما وناجحا".
من جهته كتب الوزير يسرائيل كاتس، في صفحته على "تويتر" قائلا: "نقل تفجير إسرائيل للمفاعل النووي السوري رسالة إلى إيران مفادها أن إسرائيل لن تسمح لها بحيازة سلاح نووي"، في حين أثنى وزير المالية، موشيه كحلون، على قدرات الجيش الإسرائيلي وقال: "يشكل الهجوم تعبيرا عن قدرات الجيش، الذي أثبت مرارا وتكررا أنه قادر على تنفيذ مهام كثيرة دون علاقة بالبعد والمشاكل"، وفق تعبيره.
وكتبت عضوة "الكنيست" تسيبي ليفني، التي شغلت منصب وزيرة الخارجية أثناء الهجوم: "كان قرار شن الهجوم من بين القرارات الأمنية والاستراتيجية الأهم والأفضل التي اتخذتها إسرائيل في العقود الأخيرة".
وكشف زعيم المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، أنه "شارك مع أعضاء المجلس الوزاري المُصغّر برئاسة أولمرت في اتخاذ القرار التاريخي لتدمير المفاعل النووي في سوريا".