تلوح مؤشرات لصراع روسي
إيراني متوقع في سوريا، وذلك في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة، وهما الدولتان اللتان تتمتعان بنفوذ واسع في البلد الذي يعاني أزمة منذ 2011، وتعدان حليفا مهما للنظام السوري برئاسة بشار الأسد.
من جهته، قال المحلل العسكري الأردني فايز الدويري، إنه يتوقع بالفعل صراعا استراتيجيا إيرانيا روسيا، منوها إلى أن ملامحه بدأت تلوح في أفق سوريا، مع اقتراب الأزمة في البلاد من نهايتها.
وأضاف الدويري في تصريحات لـ"
عربي21"، أنه "صراع على المستوى الاستراتيجي" بين البلدين، وليس عسكريا، "لأن مصالحهما في سوريا متضاربة، بخلاف المصالح الروسية الأمريكية التي كان للاتفاقات المتتالية غير المعلنة دور في عدم تضاربها".
وأوضح أن الولايات المتحدة وروسيا جعلتا من نهر الفرات خطا أحمر فاصلا بين نفوذ كل منهما، بينما تم الاتفاق على جعل إدلب وشمال حلب مناطق نفوذ تركية، مقابل مساعدة الأخيرة في وضع قطار الحل على السكة الروسية، ما أدى إلى تناغم روسي تركي معلن من جانب، واتفاق أمريكي روسي غير معلن.
وقال الدويري إن بمقابل ذلك كله، هناك بداية خلاف استراتيجي بين إيران وروسيا بسبب تداخل مناطق نفوذهما فيما يسمى بـ"سوريا المفيدة".
وبحسب الدويري الخبير العسكري، فإن لدى إيران "خشية من التوجهات الروسية للحل السياسي في سوريا، لا سيما وأن ما يهم موسكو بالدرجة الأولى الآن الحفاظ على مصالحها في حميميم وطرطوس، وغيرها من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية، وهذا ما يتعارض مع المصلحة الإيرانية".
وأوضح الدويري، أنه في المرحلة السابقة، كان كل طرف بحاجة للآخر، لأن ساحة الحرب كانت بحاجة إلى الدور الروسي والإيراني معا، إلا أن نهاية التنظيم ستحل الصراع بدل الحاجة والمنفعة المشتركة.
في المقابل، رأى الكاتب الصحفي رائد جبر، أن هناك "نقاط اختلاف روسية إيرانية في سوريا، لكنها لا تستدعي التصادم بينهما حتى الآن".
وقال لـ"
عربي21" في اتصال هاتفي من موسكو: "باعتقادي لن يتصاعد الاختلاف بدرجة كبيرة".
وعن طبيعة هذه النقاط، أشار جبر إلى أن إيران لا ترغب في تطبيق الحل السياسي وفق الطريقة الروسية في مؤتمر سوتشي المقبل، الذي سيناقش مسائل الدستور والانتخابات.
وقال: "لا تريد إيران بحث ذلك، إنما تريد المضي في فرض الحل العسكري"، مضيفا: "لذلك من الطبيعي اليوم أن نتحدث عن نقاط خلافية إيرانية روسية في سوريا".
وأضاف: "نحن أمام حالة طويلة الأمد من الاختلافات الروسية الإيرانية من جهة والروسية الأمريكية من جهة أخرى".
من جانبه، أشار الباحث أحمد السعيد، إلى تصريحات رئيس أركان الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف، أمس الخميس، التي تناول فيها احتمال تقليص روسيا لحجم قوتها العسكرية في سوريا، بعد انتهاء المرحلة النشطة من العمليات العسكرية.
واعتبر هذه التصريحات بأنها "تسليم روسي لإدارة الملف السوري لإيران، بعد ضمان موسكو لمصالحها وهيمنتها على الأرض".
وقال الباحث لـ"
عربي21"، إن روسيا حققت الغاية المطلوبة من قتالها في سوريا، وهي ليست في وارد إبقاء وجودها العسكري بهذا الزخم طالما أن لديها حليفا إقيلميا قويا كإيران، ولطالما أن لديها ما يشغلها من استحقاقات قادمة داخلية روسية وأوروبية.