نشرت مجلة "ميخور كون سالود" الإسبانية، تقريرا تحدثت فيه عن دور
الأب في حياة ابنته منذ صغر سنها، حيث "ترسم هذه العلاقة ملامح شخصية الفتاة عندما تكبر، وتعلمها القيم والمبادئ التي تحتاجها في المستقبل".
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن العلاقة بين الأب وابنته تعتبر من الركائز الأساسية في تكوين شخصية المرأة المستقبلية، "وعلى حد سواء؛ يملك الأب والأم دورا رائدا في تعليم أبنائهما الصغار، وهو ما سيؤثر جزء كبير منه على شخصية الطفل في المستقبل".
وبينت أن "هناك ثمانية جوانب على الأب أن يأخذها بعين الاعتبار؛ ليضمن أن تكون ابنته الصغيرة امرأة قوية وواثقة من نفسها في المستقبل".
وفي الحديث عن النقطة الأولى؛ أشارت المجلة إلى أن على الأب أن يولي دائما اهتمامه بابنته. ويعد هذا الجانب بالغ الأهمية؛ نظرا لأن
الفتاة الصغيرة غالبا ما ترى أن أباها هو "البطل الخارق" الذي يمكن أن ينقذها في جميع المواقف الصعبة. وفي حال كان الأب مهتما بابنته ويخصص وقتا للعناية بها؛ فستشعر أن عائلتها تحبها وتصغي إليها. ونتيجة لذلك؛ ستتعزز العلاقة بين الأب وابنته، وسيصبح التواصل أسهل.
وأضافت المجلة أن بعض الحركات البسيطة، على غرار أن يمسك الأب بيد ابنته، يمكن أن تتحول إلى عامل مؤثر في العلاقة بينهما. وعموما؛ تساعد مثل هذه الحركات الطفلة على الشعور بالأمن والحماية، وهو ما يجعلها تشعر في المستقبل بأنها قوية ولها سند في الحياة. علاوة على ذلك؛ ستعول الفتاة في المستقبل على أبيها وتعتمد عليه.
وأكدت أن على الأب أن يعمل على تعزيز ثقة الفتاة بنفسها. ومنذ الصغر؛ ينبغي على الأب أن يلقن ابنته أنها قوية، وأن لديها مهارات عالية. علاوة على ذلك؛ يجب أن يشيد الأب بإنجازات ابنته، وأن يصحح أخطاءها دون مهاجمتها.
وقالت إن التجارب المختلفة تثري تجربة الفتاة في الحياة. ولهذا السبب؛ يجب أن يسمح الأب لابنته بأن تكتشف أشياء جديدة، وتستمتع بتجارب مختلفة. وبهذه الطريقة؛ ستتغلب الفتاة على مخاوفها، وتصبح أكثر شجاعة.
ولفتت المجلة إلى أن على الأب أن يعلّم ابنته الفنون والرياضة، باعتبارها الأنشطة التي تسهل تنشئة الأطفال؛ ليس فقط لأنها تعزز مهاراتهم، بل لأنها تساعد أيضا على الاستفادة من الوقت والقيام بعمل مثمر وصحي في آن واحد. وعموما؛ تساعد هذه النشاطات على جعل الفتاة أكثر انضباطا في المستقبل. كما أن القيام بأحد هذين النشاطين هو في حد ذاته فرصة من أجل تعليم وتبادل الخبرات الثرية والفريدة من نوعها.
ونصحت أيضا بتصحيح أخطاء الطفلة عندما يستوجب الأمر ذلك. ومن الواضح أنه عندما يعلم الأب ابنته تحمل المسؤولية؛ فإنه سيجعلها في المستقبل امرأة تؤمن بالقيم، وتعترف بأخطائها التي ترتكبها.
وبينت المجلة أن مشاركة الأب ليوم من عمله مع ابنته؛ يمكن أن يعزز العلاقة بينهما، خاصة وأنه سيكون بمثابة تجربة مفيدة للغاية بالنسبة للفتاة. بالإضافة إلى ذلك؛ يساهم السماح للطفلة بأن ترى عن كثب أباها وهو يعمل؛ في زيادة إعجابها بأبيها، ويجعل منه قدوة ومصدر إلهام لها، وستلاحظ الفتاة المجهود الذي يبذله أبوها من أجل تنشئتها، وهو ما سيجعلها تشعر بالفخر.
وأشارت إلى أهمية الثقة والتواصل، باعتبارهما من الركائز المهمة في علاقة الآباء ببناتهم. ولهذا السبب؛ فإنه يجب على الأب أن يتعلم منح الثقة لابنته. وبدلا من زرع الخوف عبر التهديد؛ فإنه يجب على الآباء استخدام الحوار كي تصبح ابنتهم من المقربين إليهم.
وفي الختام؛ أشارت المجلة إلى أن منح الآباء الثقة لبناتهم والتعامل معهن مثل الأصدقاء؛ يعتبر بمثابة عامل من شأنه أن يجعلهن تتخذن قرارات أكثر حكمة. وبالإضافة إلى النصائح المذكورة أعلاه؛ تعد المحبة والتحول إلى قدوة للأبناء من العناصر الرئيسة لبناء شخصية قوية للفتيات وتجهيزهن لخوض غمار الحياة.