لم تكن ثورة يناير عملا ترفيا لشباب مراهقين، ولكنها كانت بحق ثورة على ظلم وفساد واستبداد عسكري حكم مصر لمدة ستين عاما، وقد عادت هذه المظالم لتتصاعد مجددا متجاوزة عهد مبارك والسادات..
مذكرات للرئيس الأمريكي بارك أوباما (أرض الميعاد)، ومذكرات لوزيرة خارجيته هيلاري كلينتون (خيارات صعبة)، وتسريبات بريد هيلاري (بخلاف المذكرات المنشورة)، أو وزير الدفاع روبرت جيتس (الواجب)، ولدينا أيضا شهادات لمراسلين أمريكيين قاموا بتغطية أحداث الثورة
لا يمكن التغاضي عن تغول وسائل التواصل الاجتماعي وتحكمها شيئا فشيئا في إدارة العالم بعيدا عن الحكومات المنتخبة أو غير المنتخبة، ووضع قواعد تطبقها على الكبير والصغير..
موجة التطبيع الأخيرة التي انطلقت منذ آب/ أغسطس الماضي ليس لها مبررات موضوعية، ولكن الحكومات الضعيفة في دول هذه الموجة رضخت لضغوط أمريكية قوية لدعم ترامب في حملته الانتخابية
لا يمكن الركون إلى موقف البرلمان الأوروبي لأنه قد لا يصمد أمام مواقف الحكومات الأوروبية الداعمة للسيسي، كما أنه قابل للتغيير مع أي تسوية في قضية ريجيني، ولكن من الواضح أن تلك القضية تعقدت لدرجة يصعب معها التسويات..
لا أظن أن موقف الشعب المغربي سيختلف عن مواقف الشعوب العربية الأخرى خاصة التي سبقته دولها إلى التطبيع، بل إن هذا الشعب كان دوما من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية..
باستقبالها للسيسي دون توقفه عن قمع المصريين تثبت فرنسا ماكرون أنها تخلت بالفعل عن قيم الجمهورية الفرنسية التي يحاسب ماكرون المسلمين بموجبها حاليا، وتثبت أن حاكمها لا يختلف كثيرا عن حكام العالم الثالث من أعداء الحرية والديمقراطية..
بينما يحتفي العالم ومنظمته الأممية باليوم العالمي لمواجهة العنف ضد المرأة، فإن هذا العالم يقف عاجزا عن إنقاذ سجينات الرأي في مصر من العنف الذي يتعرضن له داخل محبسهن، ويتركهن فريسة لذئاب بشرية ارتدت بزات عسكرية، وأمسكت بأدوات قتل..
ربما أراد ابن سلمان من خلال البيان الجديد إرسال رسالة للإدارة الأمريكية الجديدة بأنه لن يتساهل في ملف الإخوان تحديدا، وقد يقوم بإصدار أحكام عاجلة على الدعاة المعتقلين وفقا لهذه الفتوى الجديدة..
السياسة الأمريكية الخارجية لديها ثوابت لا يمكن اختراقها من أي حزب وأي مرشح، وعلى رأسها الدعم المطلق للكيان الصهيوني، فهذا تعهد قديم منذ تأسيس الكيان، ولكن السياسة الأمريكية حتما ستشهد تغيرات بملفات حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات العامة وهي الملفات التي سكتت عنها إدارة ترامب مقابل مئات المليارات
على الرغم من هذا الموقف الجديد الذي برز إلى السطح في أكثر من موقف، إلا أن الرئيس مرسي وبحكم مسئوليته كرئيس دولة منتخب، فإنه كان حريصا أيضا أن يجنّب مصر مغامرات ليست جاهزة لها في تلك اللحظات التي كانت لا تزال تلملم جراحها بعد ثورة كبرى
على عكس ما هلل "إعلام السامسونج" في مصر، لما توهم أنه رسائل فاضحة للإخوان والرئيس مرسي - دون أن يظهر رسالة واحدة تخدم هذا الغرض - فإن الرسائل المنشورة على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية وفي العديد من وسائل الإعلام حملت إنصافا للرئيس مرسي
كشفت تلك الموجة غياب المعارضة المنظمة، واقتصر الظهور الإعلامي على دعوات فردية من شخصيات معارضة، مثل الفنان والمقاول محمد علي والجوكر، وبعض الدعوات عبر الفضائيات المناهضة للانقلاب، في حين غاب تماما أي جسد سياسي معارض..