سيف الدين عبد الفتاح يكتب: في ظل دولة الضد هذه التي يؤسس فيها الفن للانقسام والتفرقة، نجد أن الدولة الاستبدادية تدير مثل هذه الملفات بالعديد من الآليات والأدوات التي تحاول أن تسيطر من خلالها على المجال العام، شأنها في ذلك شأن هيمنتها التامة على المجال الإعلامي. فالفن والرياضة هما المكملان للمجال الإعلامي في قيامه بكل ما من شأنه إسناد النظام ودعمه وتبرير وتمرير سياساته
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: لولا هؤلاء المثقفين ما كان نظام الثالث من تموز/ يوليو استطاع أن يحكم قبضته وأن يرسخ انقلابه بهذا الشكل، فالدور الذي لعبه هؤلاء، سواء في الشارع المصري أو المجال العام في الداخل والخارج، أربك المشهد خاصة عندما تجد قامة فكرية كانت تنادي بالحرية والديمقراطية طوال حياتها العلمية العملية تؤيد هذا النظام
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: نقول ذلك في حق الكنيسة كما نؤكده حيال مؤسسات دينية إسلامية رسمية؛ إن مواقف الحياد والصمت ساعد منظومة الاستبداد على أن تعيد الملف القبطي ليقع مرة أخرى في حوزة الأجهزة الأمنية، وظلت ممارسات الكنيسة تؤكد ذات الفكرة للأسف الشديد؛ لتنجرف جملة إلى ناحية منظومة الاستبداد لتأمين معنى الأقلية الخطير الذي يفت في عضد الأمة وجماعتها الوطنية
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: نموذج العلاقة بين نظام الثالث من يوليو والأزهر الشريف يؤكد أن هذا النظام لن يقبل بهامش حركة ولو قليل لأي مؤسسة دينية، مهما علت قيمتها ومكانتها في الأمة والعالم، فالنظام لا يتورع عن أن يقضي على الأزهر الشريف -بكل ما له من ثقل ووزن تاريخي- لأنه يرفض إقرار رأيه الذي يخالف الشرع الحنيف
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: حينما نؤكد أن ثورة كـ25 يناير، الثورة الحقيقية، لم تندثر فلدينا شواهد كبرى على هذا؛ أولها تلك الهواجس الكبيرة التي لا زالت تسكن التحالف الآخر، فيخشى الشعوب وحركتها، ويخاف الاحتجاجات الجماهيرية وفاعليتها. ومن ثم فإنه ضمن تلك الهواجس الكبرى التي تصل إلى حد الرعب من نذر قد تلوح هنا وهناك تنادي بالتغيير
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: نوضح استراتيجية نظام الثالث من تموز/ يوليو بشأن المجتمع المدني، وذلك على النحو برصد جملة تلك المسارات التابعة العبدة والصادرة من تحت عباءة السلطة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: الجهاز البيروقراطي بمصر لا يزال يعمل ضمن هذه الأساليب والطرائق، ربما لم يشعر أن مقتضيات الدولة الحديثة وفاعلية الإدارة العامة تعني ثورة على هذا الجهاز الفاسد بكل عناصره، وبكل فساد أساليبه المتعفنة، وبكل عقلياته التي تسير في مسار السيد والعبد. وقد اتضح ذلك جليا ضمن ممارسات الجهاز الإداري التي كانت تعمل في الخفاء
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: إذا استمرت الأمور على ما هي عليه لسنوات قادمة تجرى فيها انتخابات برلمانية، فأقصى ما يمكن أن يصل إليه المجلس القادم أن يشبه المجلس الحالي بعد تطبيعه وتطويعه على الاستئناس للقيام بدوره المرسوم بعد الاختطاف والترويض..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: ما يحدث في مصر في الوقت الراهن تجاوز ذلك بكثير، فلم تعد وظيفة الإعلام التضليل أو التزييف أو التلاعب، وإنما أصبحت وظيفته الضد لكل ما يمكن أن يقوم به، ولم تعد له أي وظيفة لها علاقة بالناس لا إخبارا ولا تزييفا
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: فقدان الشعب ثقته في المؤسسة العسكرية والتشويه المتعمد لصورة المؤسسة مسؤولية نظام الثالث من يوليو، وفي القلب منه المؤسسة العسكرية نفسها التي قبلت على نفسها هذا الوضع، وأسهمت في عملية اختطافها وفي انحراف أدوارها والتقاعس عن أداء مهامها
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: ومع عسكرة المجتمع زحفت الوظيفة الأمنية حتى على أجهزة الدولة ذات الوظائف المتعلقة بالمؤسسة العسكرية، حيث باتت الساحة المصرية تعج بالأجهزة الأمنية رغم أنه لم يحدث تغيير جذري على بنيتها، ولكن المؤكد أن هذا التغيير الجذري أصاب عقيدتها
صناعة مجتمع العبيد وتكريس علاقة السيد بالعبيد؛ هو هدف التمكين لدولة الضد، وهي تقوم على خدمة المستبد وأعوانه في إطار يتحدث فيه عن تدشين دولة جديدة، وهي في حقيقة الأمر ليست إلا طبعة استبدادية تقوم على علاقات العبودية والخدمة المطلقة لهؤلاء الذين اختطفوا الدولة والمجتمع
الطلب على التغيير لا يزال يحمل كثيرا من الدعاوى التي تسنده، خاصة أن معظم تلك المظالم التي كانت وأدت إلى ثورة الخامس والعشرين من يناير لا زالت هي هي، ولكنها تحولت من ظلم إلى ظلمات صارت تحيط بمكانة الوطن، وكرامة المواطن